تسجيل الدخول
notification                                                                                                                                                                                       
notification المنصات التعليمية
notification الدعم الفني

للتواصل مع مكتب المساعدة الخاص بالحاسب الآلي الاتصال على

رقم البدالة في الفترة الصباحية 1806611 داخلي 1333

اضغط هنا للتواصل مع ادارات ومراكز الهيئة

 ارسال رسالة للشكاوى الى البريد الإلكتروني  GITHelpDesk@paaet.edu.kw

للتحدث مع موظفي الدعم الفني لأي مشكلة تقنية اضغط هنا

أ.د لطيفة الكندري

في مكتبتي الشخصية بضعة كتب ودراسات لم تلتزم الأمانة في النقل والاقتباس وأخذت من كتبي دون أن تذكر اسمي أو تشير إلى اسم الكتاب. قمتُ حينها بمراسلة أصحاب الشأن ودور النشر وكان تفاعل البعض إيجابيا. كانت هذه التجربة الأولى لي وكانت تجربة صادمة إذ لم أتصور أن لصوص التأليف وقراصنة الفكر يتفننون في السطو على جهود الآخرين على هذا النحو الوقح الآثم. والمحزن أن بعض دور النشر لم تحرك ساكنا حينما بعثتُ لها اثباتات واضحة تدل على تورطهم في نشر كتب تتضمن سرقات علمية. ومن أعجب الأمور أني وجدتُ مقابلة طويلة معي مع إعلامية لم ألتقِ بها أو أسمع عنها وكل ما في الأمر أنها وجدت مقابلة صحفية قديمة أُجريت معي عندما حصلتُ على جائزة الأم المثالية وهي مقابلة منشورة تمت سرقتها وإعادة نشرها في موقع من مواقع الانترنت بإخراج مختلف. كي لا نفقد الثقة بالكلمة المكتوبة، والقلم الحر يجب أن نصون حقا ونحمي صدقا عالم النشر والبحث من العبث والقرصنة الماكرة، وأن نسن القوانين الكفيلة لحفظ الحقوق الفكرية، وأن نقوم بقوة بغرس قيم الأمانة في عقولنا وضمائرنا لنمارسها في سلوكنا وكتاباتنا. إن اهتزاز قيم الصدق وعدم احترام الملكية الفكرية لدى فئة من المنتمين للصروح الأكاديمية والاعلامية أنتج ظاهرة السرقات العلمية الصريحة والضمنية. لماذا يقع هؤلاء في قضايا تخل بنزاهتهم، وتضر مجتمعهم؟ قد يكون الجهل عاملا ولكن لا أظنه حاسما فمعظم حالات السرقات العلمية والفكرية يقوم بها أشخاص يحبون عالم الشهرة السريعة ويريدون المغانم العاجلة ويتهربون من المطالعة الحثيثة والمراجعة الدقيقة والتأمل الحر إما لعجز في ملكاتهم العلمية، أو لحبهم وشغفهم بالمغانم والشهرة والأضواء دون عناء. إن الاستخفاف بالقوانين، واستغفال الآخرين، وسقوط القيم من أشرس الأخلاق القاتلة التي تفسد صاحبها وتعكر صفاء المجتمع. وغني عن البيان، أن التكنولوجيا الحديثة وفرت مساحات اعلامية مجانية أتاحت للجميع فرصة التعبير عن الذات ونشر الأفكار بكل سهولة، ولكن البعض اكتفى بعمليتي القص واللصق في الكتابة حتى طغت على حركة التويتر والانستغرام عبارات كثيرة تجدها متطابقة عند عدد من مستخدمي هذه القنوات ويصعب معرفة اسم كاتبها الحقيقي. الالتزام بالأمانة قيمة إنسانية تزدهر مع تحرى الكاتب الصدق في كل مجال فمهما كانت النية صالحة، والمقاصد كريمة فإن عزو الكلام لصاحبه دلالة على رجاحة العقل، والثقة بالنفس، واحترام عقول الناس، واعلاء شأن العلم. في ظل هذه الظروف الثقافية المتأزمة وشيوع آفة السرقات العلمية فإن نشر قيم الأمانة والنزاهة والصدق ضرورة مُلحة للحد من القرصنة الثقافية ولا بد من إيجاد وتفعيل قوانين رادعة وصارمة تتعقب المسيئين. ومن الأهمية بمكان أن يقوم المثقفون بترسيخ مهارات التوثيق والبحث وفن الاقتباس والالتزام بأخلاقيات الكتابة الرصينة. السرقات آفة فكرية، ولوثة أخلاقية تنم عن ضعف أخلاق كاتبها، وعجز تفكير ناشرها. الكتابة الكاذبة الخاطئة هي الكتابة الكاذبة في قولها، المنحرفة في مسلكها لأنها تعتمد على سرقة الأفكار والنصوص، وتدل على فساد ومرض النفوس.