تسجيل الدخول
notification                                                                                                                                                                                       
notification المنصات التعليمية
notification الدعم الفني

للتواصل مع مكتب المساعدة الخاص بالحاسب الآلي الاتصال على

رقم البدالة في الفترة الصباحية 1806611 داخلي 1333

اضغط هنا للتواصل مع ادارات ومراكز الهيئة

 ارسال رسالة للشكاوى الى البريد الإلكتروني  GITHelpDesk@paaet.edu.kw

للتحدث مع موظفي الدعم الفني لأي مشكلة تقنية اضغط هنا

أ.د لطيفة الكندري


من الملاحظ شيوع مكاتب تجارية تقدم للطلبة خدمات غير قانونية تفسد التعليم وتلوث الذمم معا فأخذ الطالب وبسهولة يحصل على تقارير وبحوث نظير مبلغ محدد. من أسباب ضياع التعليم شيوع المكاتب التي غدت تكتب لمن يريد رسائل الماجستير والدكتوراه وصار شراء البحث اليوم سهلا مثل سهولة طلب وجبة سريعة تصل إلى منزلك أو جامعتك دون كبير عناء. انتشر ذلك الفساد المؤسسي إلى حد أن الأساتذة أصبحوا ينظرون بعين الريبة لكل عمل يقدمه الطالب بل فقد البعض الثقة بالبحوث فكثير منها تجري على نظام القص واللزق أو مسروقة أو ركيكة قائمة على طريقة النسخ والنقل. ومن جهة أخرى فقد الباحثون هيبتهم مجتمعيا بسبب أولئك الذين اقتحموا ميدان الثقافة بشهادات مشبوهة، وأبحاث ملوثة بالكذب والغش والمداهنة والجشع. ومما يزيد الطين بلة أن جسد التعليم العالي أصيب بداء الأبحاث الملوثة إذ تسلل نفر إلى الصروح الأكاديمية وأصبحت قضية الشهادات والجامعات الوهمية (المضروبة) تقض مضاجع المسؤولين وتهدد قيم المجتمع والمخرجات التعليمية اجمالا. وعندما نلتفت للوضع العام فإننا نجد الصحف في كل يوم تتداول أخبار القبض على لصوص أو باعة اللحوم الفاسدة وتجار الخمور والمخدرات ولكننا لا نسمع عن القبض على أولئك الذين يعبثون بمستقبل الناشئة ويلوثون قيم الأمانة والنزاهة والصدق. المكاتب التي تبيع البحوث والشهادات الجاهزة لا تقل خطورة عن أولئك اللصوص والمفسدين فالإضرار بالقيم والعقل مسألة مجتمعية يجب التصدي لها بعزم، وسن قوانين رادعة لحفظ أبنائنا من العبث الفكري، والاستهتار بقيمهم. إن من أهم الآثار التي ترتبت على وجود مثل تلك المكاتب السيئة والخدمات الضارة الاستخفاف بمكانة وقيمة وشرف البحث العلمي، والاستغناء عن زيارة المكتبات، والجهل بوظيفة المراكز البحثية، وعدم تتبع الإصدارات الثقافية، والتعود على الكسل والخمول وضياع الأموال مما جعل التعليم معبرا للحصول على الشهادة والوظيفة. وبسبب جموع المستفيدين من البحوث الملوثة أصبحت لدينا طبقة من العمالة المخيفة التي تتطاول على أخلاق المجتمع وتغري الشباب والأطفال بشراء أعمال الآخرين والسطو على منجزات المبدعين دون الإشارة للمراجع والمصادر. إن الشاب الذي ينشأ على مبادئ المراوغة والخداع ويستهين بالأخلاق لا يؤتمن وكذلك المعلم الذي يتساهل في قبول تلك الأبحاث الملوثة الواهية يشكل خطرا حقيقيا على الصرح التعليمي والمسيرة الثقافية. لا بد من تضافر الجهود لمواجهة هذا الخلل الأخلاقي وعلى المؤسسات الإعلامية والدينية والقانونية التوعية بخطورة الأبحاث المسروقة. إن تدريب الناشئة على اتقان مهارات البحث الرصين وتشجيع الأهل، ودعم المعلمين لطلبتنا خير زاد لهم. تعليم الطلبة على دقة القول والملاحظة، وأمانة النقل، وحب الاستكشاف والتجارب، وبغض السرقات، وتجنب الكذب أساس متين لبناء مجتمع قويم.