تسجيل الدخول
notification                                                                                                                                                                                       
notification المنصات التعليمية
notification الدعم الفني

للتواصل مع مكتب المساعدة الخاص بالحاسب الآلي الاتصال على

رقم البدالة في الفترة الصباحية 1806611 داخلي 1333

اضغط هنا للتواصل مع ادارات ومراكز الهيئة

 ارسال رسالة للشكاوى الى البريد الإلكتروني  GITHelpDesk@paaet.edu.kw

للتحدث مع موظفي الدعم الفني لأي مشكلة تقنية اضغط هنا

أ.د لطيفة الكندري

إن شيوع الأمن والنظام والنظافة في الشوارع عموماً من أبرز علامات رقي المجتمع وتوخيه لممارسة مسؤولياته الأخلاقية الرفيعة. وسائل النقل المتطورة أدوات ذات حدين، فيمكن أن تكون فتاكة لقتل الأفراد وإعاقتهم، ومن هنا فإن التقيد بقواعد المرور مسؤولية جسيمة، علينا جميعا التذكير بها، والالتزام فيها، والالتفاف حولها. إنني أشعر بالضيق والخوف كلما رأيت سيارة تنحرف عن مسارها فجأة وتغير طريقها، لأن السائق تذكر متأخرا أنه يريد أن يغير اتجاهه. من أجل «لفة» مفاجئة خسرنا ونخسر أحبابنا في «نزيف الشوارع». حوادث مروعة حدثت من أجل «لفة» مباغتة.من المنطق عدم الاستعجال، فلئن تفوتنا «لفة» أو نتأخر عن حضور مناسبة سارة خير ألف مرة من أن نخسر حياتنا، ونُرعب من حولنا. أخبار تصدمنا وترعبنا كلما فقدنا حبيباً في لمح البصر في ظل ظروف مؤلمة. من أجل أمور تافهة يُعرّض البعض نفسه وغيره لمآسٍ لا أول لها ولا آخر.من أجل تفادي الاختناقات المرورية أو النسيان أو توفير الوقت، قد يتخذ السائق قراراً أرعن يمزّق أوصال المجتمع. ومن باب التواصي علينا أن نذكر أنفسنا بالالتزام بقوانين السلامة المرورية، والحذر من استخدام الهواتف النقالة أثناء القيادة. من أشكال الغفلة والاستهتار عدم الحرص على لبس حزام الأمان، ومن أشكالها أيضا السرعة الزائدة والانحراف المفاجئ عن المسار وترويع الآمنين.إن الحفاظ على الأرواح وسلامة الأبدان وحفظ الممتلكات غاية تستحق أن تصبح أولوية وطنية لمؤسسات التنشئة الاجتماعية، فوسائل الإعلام والمساجد والمدارس مطالبة بتقديم خططها الوقائية ومشاريعها السنوية، لترسيخ ثقافة القيادة الآمنة، لتصبح شوارعنا صورة مشعة تعكس تعاليم ديننا، الذي جعل من ترويع الآمنين جريمة، ومن نشر السلام فريضة.ولأن تطبيق القوانين أساس الحياة المدنية، فإن وزارة الداخلية عليها بذل المزيد من الأنشطة والتواجد والمتابعة وفرض الهيبة. وأقترح أن تقوم وزارة الداخلية، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، باستهداف شريحة الشباب، فتقيم المعارض المتعلقة بنشر الثقافة المرورية عبر استخدام المسابقات، والمعارض التي تنهض بالفنون والآداب، والبحوث التي من شأنها تعميق مفاهيم الارتقاء بسلوكيات قائد السيارة. لا أشك في اهتمام وزارة الداخلية بهذا الأمر، لكن نقولها، من دون مجاملة، شوارعنا ما زالت مخيفة، والمطلوب من مؤسسات الدولة بذل مزيد من الفكر والجهد لانتشال المجتمع من الحوادث المرورية المرعبة.حماية الأرواح والأبدان من أعظم مقاصد الأديان، ومن أهم أولويات الأوطان، ومهما تعاظمت المخاطر من حولنا، فإن الحلول بأيدينا، وباستطاعة أي مجتمع تنظيم حياته، ونزع فتيل الأزمات عبر التثقيف المستمر والمتابعة المنظمة، ومحاسبة المقصرين وتوجيههم نحو السلوكيات القويمة. قيادة السيارة قضية حضارية أخلاقية، تتحقق بتطبيق جملة أمور، من أهمها الحرص التام على اتباع الإرشادات المرورية. نستطيع بسلوكنا الحضاري أن نتجنب الكثير من الحوادث المرورية.