قبل قرابة سبعة أشهر، قدمت مجموعة من الفنانين الجزائريين أغنية مصورة بعنوان «رانا حابين»، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الدولية السبعين لتأسيس منظمة الطفولة (اليونيسف)، التي تأسست سنة 1947. تهدف الأغنية إلى ترسيخ مفهوم حماية الطفل وتعليمه، وتدعيم ثقافة الأمل والتسامح عبر العالم، من خلال نشر فيديو كليب بعنوان «رانا حابين»، متوافر على اليوتوب تحت اسمRana Habine.الأغنية سلسة وانسيابية، مدتها أقل من أربع دقائق، شبابية الأداء، جزائرية الجمال، عربية اللسان. ولقد شارك في إعدادها أكثر من عشرين مطربا وممثلا وطفلا، وعدة شخصيات مجتمعية مرموقة بقيادة الفنان جميل غولي، وهو كاتب كلمات الأغنية. وشارك في هذا العمل الفني الفتي البطلة الرياضية السابقة وسفيرة النوايا الحسنة لـ«اليونيسف» سليمة سواكري، وهي مدربة وطنية لرياضة الجودو وشخصية إعلامية. من الصعب ربط جميع تلك الرموز الإعلامية والطاقات المبدعة في عمل ومكان واحد، ولكن الأغنية نجحت في توظيف الجميع لبث رسالة قيمية مصيرية تعتني بمستقبل البشرية؛ خدمة قضايا الطفولة.تتميز أغنية «اليونيسف» بتدفق إيقاعاتها، ودقة كلماتها، وتناغم حركاتها وفقراتها وتجانس ألحانها، وهي بالتأكيد أقرب إلى ذوق الشباب بنبضاتها السريعة. تحوم كلمات الأغنية حول المعاني التالية: «كلما حمينا طفل هناك أمل، وكلما تعلم طفل هناك أمل…رانا حبينا عالم كل طفل من حقه يتعلم، ومن الناس تعانق وتسلم».تم تأليف الأغنية على دعامتين؛ ما نريد للطفل (رانا)، وما لا نريده للطفل (مانا). «رانا حابين الطفل نشوفوا طفل رايح يقرا فرحان»، ومانا (لا نريد) أن نراه يُستغل في العمل أو يخاف ويبكي في الظلمة.إن فحوى هذه الأغنية إيصال رسالة جماهيرية موسيقية، مفادها أن الحفاظ على حقوق الطفل أساس بناء مجتمع قوي تُفتح له أبواب المستقبل البهي. علاوة على ذلك، فإن صنع الابتسامة الدائمة في وجه الطفل غاية عزيزة المنال، يمكن الظفر بها عبر إحاطة الأطفال بجسور التعلم والقراءة والأمن والسلام والحب.إن تمرير رسائل إعلامية عصرية تخاطب العقل والوجدان الجمالي مهم جدا في إحداث مُناخات عصرية لغرس حلم جميل وأمل أصيل لكل الأطفال في أنحاء العالم، كما تدعو كلمات الأغنية إلى حماية هذه الفئة وتوفير شروط العيش الكريم لها.وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن تمويل الفنون الجميلة لترسيخ المضامين الإنسانية غاية نبيلة في منتهى الإبداع. نجد في أميركا مثلا خلال العام الماضي ارتفعت نسبة العطاءات الخيرية إلى المنظمات الثقافية والفنون لتصل إلى 18 مليار دولار. إن تجربة إعداد أغنية جماعية «رانا حابين» مبادرة فنية عربية شبابية، تستحق التشجيع لإيجاد فنون جميلة تلبي الحاجة المجتمعية، وتمرر المعاني الإنسانية التي تتعطش لها الجماهير وتخاطب الضمير.«رانا حابين» أغنية جزائرية موفقة في فكرتها وأدائها وكلماتها.. شكرا «بزَّاف»؛ كثيرا في اللهجة الجزائرية الجميلة.