تسجيل الدخول
notification                                                                                                                                                                                       
notification المنصات التعليمية
notification الدعم الفني

للتواصل مع مكتب المساعدة الخاص بالحاسب الآلي الاتصال على

رقم البدالة في الفترة الصباحية 1806611 داخلي 1333

اضغط هنا للتواصل مع ادارات ومراكز الهيئة

 ارسال رسالة للشكاوى الى البريد الإلكتروني  GITHelpDesk@paaet.edu.kw

للتحدث مع موظفي الدعم الفني لأي مشكلة تقنية اضغط هنا

أ.د لطيفة الكندري


تشرفتُ بحضور احتفالية اصدار كتاب لمركز البحوث والدراسات الكويتية بعنوان «أرشيف المدرسة الخيرية المباركية في وثائق الخالد»، من اعداد أ.د. عبدالله الغنيم، وهو من أصحاب الغزارة الفكرية، والقدم الراسخة في هذا الحقل. كرم المركز: السيد حمد فهد الخالد، والسيدة فضة أحمد الخالد، والسيدة شريفة عبدالعزيز الخالد، والسيدة هناء خالد الخالد. كانت الاحتفالية أمسية تنطق بالأصالة في كل فقراتها الموفقة، والمتدفقة بالوفاء. لقد أهدت أسرة الخالد الكريمة إلى المركز أكثر من خمسين ألف وثيقة، والكثير من الكتب والمقتنيات التراثية فأسدت إلى التاريخ معروفاً خالداً. لقد قامت عائلة الخالد بمناصرة «كل مشروع خيري وعلمي وأدبي» كما قال مؤرخ الكويت عبدالعزيز الرشيد.المدرسة المباركية هي أم المدارس الكويتية، وأصل المؤسسات الثقافية أو كما تصورها صاحب المنار «مناط الرجاء وموضع الأمل». مع «أم المدارس» بدأت تباشير الصباح في انتقاء المعلمين الأكفاء، والمناهج الدراسية والاستفادة من الخبرات من أمصار عدة. واليوم تسطع أشعة الوثائق النفيسة لأسرة الخالد لتكشف لنا المزيد من التفصيلات والارتسامات عن نشأة وتطور المدرسة المباركية على مدى 25 عاماً. وفي وثائق الخالد: «التعليم مجانا لأبناء الفقراء». ونجد وظيفة «المبصّر» أو «متفقد الأولاد»؛ يحصي الغائبين منهم ويسأل عنهم في منازلهم، وهذا مصطلح حضاري بامتياز يتماهى مع مصطلح «كاتب الغيبة».وهكذا فإن وثائق الخالد مكتنزة بالحقائق والدقائق والقيم الأصيلة المبثوثة في مطاويها. إنها وثائق ثمينة لأسرة سخية لم تتردد في التعاون مع رجالات الكويت لتأسيس المساجد والمعاهد والمكتبات نشراً للثقافة الحرة على نحو حضاري في عصر كان يئن من شيوع الأمية، ويعاني من سطوة الخرافات، ويتأوه من رهبة الأوهام. لقد آمنت أسرة الخالد بالأمانة العلمية، وعرفت قيمة الكتابة فقامت بمسؤولية الاحتفاظ بالمدونات الأصيلة، وصيانتها بأليق وسيلة لأنها أصدق طريق لبناء دعائم الوطن، وأوثق سبيل لتسجيل قصة كفاحه، وأوفق منهج لترسيخ هويته ومنظومته القيمية.سطرت عائلة الخالد أروع المواقف في إكرام العلم والعلماء والمتعلمين، فتطوعت لإدارة واستثمار الموارد المالية وغيرها؛ تبرعت السيدة: سبيكة الخالد ببيت لمصلحة المدرسة المباركية. قال يوسف القناعي:«لو قيل من هم في الكويت أولى المكارم والمحامدالطيبون المحسنون على المدارس والمساجدالراحمون الثابتون على المبادئ والمقاصدلأجبتهم هذي الخلال تجمعت في آل خالد»..كشفت وثائق الخالد النقاب عن معلومات مجهولة وصفحات وتضحيات، لا سيما المتعلقة بالإدارة المالية للمدرسة المباركية، والدور الرائد للشيخ مبارك الصباح وابنه ناصر في متابعاتهما الحثيثة لمستجدات تمويل وإدارة المدرسة. تطوع آل الخالد بالإشراف على المدرسة المباركية، ودعم أختها المدرسة الأحمدية رغم العواصف الاقتصادية. اقتنع رواد التنوير من آل الخالد وأعيان الكويت بأن العلم لا يزدهر إلا بفتح المدارس وتعمير المكتبات والاستفادة من علوم العصر مع الاعتزاز بالهوية الوطنية.إن الإرث التربوي لآل الخالد ثروة إنسانية في ثناياها استبصارات لمحبي التراث العريق، ولكل مهتم بتتبع شذرات الذهب في حياة النبلاء.