تسجيل الدخول
notification                                                                                                                                                                                       
notification المنصات التعليمية
notification الدعم الفني

للتواصل مع مكتب المساعدة الخاص بالحاسب الآلي الاتصال على

رقم البدالة في الفترة الصباحية 1806611 داخلي 1333

اضغط هنا للتواصل مع ادارات ومراكز الهيئة

 ارسال رسالة للشكاوى الى البريد الإلكتروني  GITHelpDesk@paaet.edu.kw

للتحدث مع موظفي الدعم الفني لأي مشكلة تقنية اضغط هنا

أ.د لطيفة الكندري

 أصبح العزل الاجتماعي أو مفهوم التباعد الاجتماعي أو الجسدي من مستلزمات مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وهو مرض معدٍ أرعب العالم كله ولا يزال، ولقد وجدت الأسرة نفسها فجأة أمام وضع جديد يتطلب المكوث في البيت والالتزام الكامل بتعليمات الدولة التي تقدم جهودا جبارة لتوفير الخدمات الصحية، وتوزيع المؤن وضمان استتباب الأمن، وإدارة البلاد، وحسن توفير السلع الضرورية. فللأسرة دور كبير في دعم سياسة الدولة في ظل الأزمة الحالية.

وعليه قالت أ.د. لطيفة الكندري لـ «القبس»، حول التربية الأسرية ودورها في التعامل مع فيروس كورونا المستجد: على الآباء والأمهات تقديم العون والقيام بالواجبات جهْد الِاسْتِطَاعَة لحماية ورعاية الأبناء في ظل هذه الظروف الاستثنائية وأخذ الحَيْطَة أمنيا وصحيا وكلما نجح الآباء في هذا المسعى نجحت الدولة في مواجهة هذا المرض الفَيْروسيّ الذي له خاصيّة التوالد والانتشار والتزايد على نحو هائل. الأسرة صمام أمان للجميع واستشعار المسئولية وادراك خطر المرحلة الحرجة التي نمر بها بداية المقاومة الواعية لانتشار فيروس كورونا.


اكتشف ابنك:

وحول مدى تكيف الاباء مع ابنائهم وتعاملهم معهم اثناء الحجر المنزلي فقالت د. الكندري: ملازمة المنزل في هذه الجائحة وسيلة عملية وأساسية لفهم الأبناء وتوثيق جسور الثقة مع الآباء وتحقيق قدر أكبر من التماسك الاجتماعي وازالة القلق ولا يتحقق ذلك إلا ببناء قنوات الحوار الأسري الهادف وتعميق الانتماء الوطني والاستفادة من الأحداث الجارية في غرس القيم الدينية وعلى رأسها المحافظة على الصلاة والاكثار من الصدقات ونشر روح التفاؤل والصبر والتذكير بآداب النظافة وتقوية مناعة الجسم عن طريق تناول الغذاء الصحي بناءً على قاعدة الوقاية خير من العلاج.

وتابعت «إنني حريصة كزوجة وأم وجدة كل الحرص على عدم الخروج من المنزل إلا لظروف قاهرة وهو الأمر الذي أطلبه من أبنائي بصفة دائمة وهم لا يخرجون من المنزل إلا لتلبية نداء الوطن (في وظائفهم أو أعمالهم التطوعية) والعودة للمنزل فور الانتهاء من مهامهم».


ميول الأبناء والبنات:

وأضافت «وظيفة الأسرة اليوم في هذا الوضع الحرج ترجمة توجيهات الدولة والثقة بعون الله سبحانه وبذل الأسباب وقطع دابر الاشاعات وتجديد أواصر المحبة الأسرية والحذر من آفة الملل والتهور والحذر من الاستخفاف بالتحديات. والفرصة مواتية لمعرفة ميول الأبناء والبنات في مجال الطَّهي والرسم والقراءة والرياضة ومتابعة البرامج التلفزيونية النافعة والحديث عنها. لا يمكن بناء علاقات اجتماعية أسرية وطيدة إلا بالتعليم والتدريب والمتابعة ومن الخطأ توجيه الأبناء دون تدريبهم وتشجيعهم ومتابعتهم والتحاور اللبق معهم».

وعليه لا بد من تمكين الناشئة من إدارة أوقاتهم وشحذ مهاراتهم مع الاستفادة من توجيهات الكبار. المجال اليوم مفتوح لتجديد وبناء علاقات أسرية قادرة على تجاوز الأزمة والتقرب إلى عقول الأبناء واستثمار طاقتهم ومواهبهم لا سيما أن الوقت الآن فيه سعة كبيرة ومن الحكمة مشاركة الأبناء في وضع خطط واقعية لاستثمار طاقاتهم وامكاناتهم صحيا ووطنيا وثقافيا واجتماعيا ونفسيا. الحوار والتحفيز الإيجابي والرؤية المتوازنة والهمة العالية في رأيي بداية الطريق لنكتشف ذواتنا وأولادنا لأن التربية رحلة لا تتوقف مهما اشتدت الأزمات. 


ساحة بطولات:

وعن المبادرات التطوعية من أبناء الوطن في مواجهة أزمة كورونا قالت د. لطيفة الكندري: الكويت اليوم وجميع دول مجلس التعاون الخليجي ساحة لبطولات وطنية شامخة تثلج الصدر وهناك العديد من القصص اليومية الزاخرة التي تفتح أعين الناشئة على قيم حب الوطن والإنسان وأهمية البذل والتضحية والايثار. 

   هذه القصص الرائعة بانية للأخلاق ودور الأهل الإفادة منها واستلال العبر منها ولا ريب أن الالتفاف الصادق حول الجهود الحكومية وشد أزر العاملين في الصفوف الأولى من أوجب الأولويات لسفينة الأسرة التي عليها اليقظة والاحتراز في مسيرتها.


مشكلات المراهقة :

وحول مشاكل الابناء والمراهقين التي ممكن ان تظهر في هذه الاجواء وكيفة التعامل معها، حيث لم يتعوَّد جيل الشباب على المكوث في البيت لساعات طويلة فالوضع القائم اليوم يمثل تحديا حقيقيا لهذه الشريحة وعموم أفراد الأسرة وقالت : لا بد من وضع ضوابط تراعي المصلحة العامة. هدر الأوقات وضياعها في كثرة النوم ومشاهدة قنوات التواصل الاجتماعي من أبرز التحديات خاصة في العوائل التي يضطر فيها الآباء للعمل خارج المنزل.


تكليف الأبناء ببعض المهام المنزلية:

لذلك دور الأسرة تكليف الأبناء ببعض المهام المنزلية الضرورية وتدريبهم ومتابعتهم وتشجيعهم كي نقضي على الاتكالية والسلبية من جهة ونربط المراهق بمجريات الأمور في الحفاظ على الحياة الصحية داخل المنزل من جهة أخرى. وتقع المسئولية على عاتق الآباء في التقرب إلى الأبناء وتوفير الأجواء المناسبة لهم لقضاء أوقاتهم بالنافع المفيد مع الحرص على أداء الصلاة ومساعدة الأسرة قدر الإمكان والتوعية بالقوانين المستجدة في مجال قنوات التواصل الاجتماعي ومعرفة ضوابط الحجر المنزلي. 


جدولة الحياة من جديد :

قالت د. الكندري: لا شك أن لكل أسرة طبيعتها وأولوياتها ولا بد من برمجة حياتنا وفق المستجدات القانونية والصحية التي تعلن عنها وسائل الإعلام في الدولة فالأوضاع الحالية في غاية الحساسية وتستلزم مرونة أسرية لتطبيق سياسة الدولة من جهة وإدارة شئون الأسرة من جهة أخرى. إن الأطفال اليوم لديهم متسع كبير من الوقت وعلينا أن ندرك أن هناك العديد من البرامج والفعاليات والأنشطة التي يمكن تفعيلها داخل الأسرة فمثلا أنشطة اعداد الطعام وترتيب المنزل وتنظيفه وتنسيق الحديقة المنزلية وممارسة الرياضة ووضع البرامج الثقافية من المشاريع النافعة لاحتواء طاقات الأفراد وبناء ذواتهم وحمايتهم من الأمراض العضوية والنفسية والاجتماعية.


العمل التطوعي:

وعلى المستوى المجتمعي فإن اقبال آلاف الشباب خلال الأيام الماضية على العمل التطوعي في مختلف المجالات مفخرة وطنية نعيش تجربتها ونفخر بها في ظل هذه الظروف فرغم قساوة الجائحة إلا أن النماذج الوطنية نجحت في البزوغ في سماء وطننا الحبيب. أشعر بالسرور البالغ وأنا أسمع ابني أحمد وهو يتحدث عن مشاركته مع زملائه – حفظهم الله- في العمل التطوعي المؤسسي وكيف أن الوقت يمر سريعا وهم يحققون الإنجازات النافعة لبلدهم. إن فتح المجال لشبابنا وجميع القادرين على البذل من أفضل الخطوات التي قامت بها حكومتنا الرشيدة في تعاملها الحكيم مع أزمة فيروس كرونا. ولقد قامت جميع مؤسسات المجتمع المدني بالسير في المجال نفسه مما يعين المجتمع ككل على تخطي الصعاب واستثمار الطاقات على نحو سليم وهذا التكاتف المجتمعي الرائع لا يقل أهمية عن تنفيذ الحجر المنزلي وفق سياسات شاملة.


أبطال الصفوف الأولى:

كشفت الأحداث عن الأبطال الذين لا تستغني الأمم عنها من مثل الأطباء والمسعفين وعمال النظافة والإعلاميين والممرضات ورجال الأمن والعاملين في الجمعيات التعاونية وكل إنسان يقوم بعمل يخدم الإنسانية. أولئك حقا الرموز الخالدة في المجتمع، وهنا نسجل اعجابنا وفائق تقديرنا لأبطال الصفوف الأولى في مواجهة هذا الخَطْب الجَلَل. هذه الحقيقة كشفت اللثام عن خواء العديد من نجوم السوشيال ميديا ممن حققوا نجاحات كاذبة أساسها المظاهر والسلع الكمالية وتسويق البهرجة واتباع الشهوات دون ضابط أخلاقي وديني.

يحتاج الأبناء والبنات إلى منظومة قيم تعلي من شأن كل من يخدم الوطن ويحافظ على حياة البشر ويقدم لهم النافع المفيد كل حسب استطاعته وموقعه. غرس القيم عبر استثمار الأحداث الجارية وايقاظ الوعي والضمير وبناء المساحات الحوارية أساس لإقناع الأبناء وحثهم على تطبيق قيم العلم والعطاء والإحسان والتعايش والإخلاص ونبذ الاتكالية وترك الحياة الاستهلاكية والاسراف، وعدم الانجراف مع تيار التافهين ممن لا يمتلكون رسالة سامية في الحياة.