تسجيل الدخول
notification                                                                                                                                                                                       
notification المنصات التعليمية
notification الدعم الفني

للتواصل مع مكتب المساعدة الخاص بالحاسب الآلي الاتصال على

رقم البدالة في الفترة الصباحية 1806611 داخلي 1333

اضغط هنا للتواصل مع ادارات ومراكز الهيئة

 ارسال رسالة للشكاوى الى البريد الإلكتروني  GITHelpDesk@paaet.edu.kw

للتحدث مع موظفي الدعم الفني لأي مشكلة تقنية اضغط هنا

أ.د لطيفة الكندري

ترك الكلية وعدم إتمام الدراسة الجامعية مسألة ذات أبعاد إنسانية، وأعباء اجتماعية، وتكاليف اقتصادية، وتبعات إدارية. قد يقع التسرب نتيجة قلة التوجيه والإرشاد للطلبة، فيلتحق الطالب في تخصص لا يعرف طبيعته واشتراطاته، ومجالات سوق العمل التي تستوعب التخصص. ومن أسباب ترك الدراسة الجامعية أن الطالب قُبِل في تخصص مُجبر عليه، ولا يتفق مع اهتماماته وميوله. وربما تأثر الشاب بأقرانه فجاملهم وسايرهم عند اختيار التخصص الجامعي.التسرب الدراسي ظاهرة عالمية شائعة، استحوذت على اهتمام الدول، لأنها تعتبر من أخطر مشكلات النظام التعليمي، فهي قد تسهم بقدر كبير في تحطيم أحلام الطلبة، وتغيير مسارهم المهني من جهة، وتسبب هذه المشكلة هدرا للمال والطاقات والإمكانات من جهة أخرى. مآل التعثّر الدراسي المتكرر وتبعاته من الهموم الثقيلة، التي تكدّر صفو الحياة الجامعية، وتؤرّق بال الآباء والأمهات بنسب متفاوتة، وتهدد العائد التعليمي بأكمله، حيث يكلّف الطالب الجامعي الدولة سنويا من خمسة آلاف دينار إلى ستين ألف دينار حسب التخصص العلمي. وتزيد التكلفة المادية عادة في مرحلة الدراسات العليا، وتقل في الدراسات الأدبية عموما. وتكمن خطورة التسرب في إعاقة المسيرة التنموية برمتها، وحرمان سوق العمل من الكوادر المؤهلة من أبناء البلد.إن المتابع للإحصائيات الحديثة يشعر بالقلق إزاء الأرقام المنشورة، التي تصور حجم التسرب الدراسي الجامعي، حيث أشارت جريدة القبس الغراء قبل أيام إلى تقرير عن قياس الأداء الجامعي، وهو تقرير غاية في الأهمية ميدانيا، ويهم المسيرة التعليمية الكويتية.واستنادا إلى التقرير السابق ــ الصادر مؤخرا عن مكتب نائب مدير الجامعة للتخطيط ــ بلغت نسبة تسرب الطلبة من الجامعة 11%، من إجمالي دفعة القبول، بينما بلغت نسبة التسرب 19% في كلية العلوم، و15% في كل من الطب المساعد والآداب والعمارة، و14% في كل من العلوم الحياتية والحقوق، و%11 في كل من العلوم الإدارية والعلوم الاجتماعية، و10 %في الطب المساعد، و7 %الهندسة، 6% الشريعة و3% التربية، بينما لم يتسرب أحد من كلية الصيدلة.إن صانع القرار اليوم يقف أمام معطيات، يتعين النظر فيها لتقليص حالات الإحباط لدى الطلاب والطالبات، ولحماية المال وتقليل نسبة الهدر التعليمي الناتج عن الرسوب والتسرب. وعلاوة على ذلك، فإن مراجعة اللوائح الإدارية وتطويرها واكتشاف مواطن الخلل، التي قد تساهم في زيادة نسبة الرسوب، من القضايا العلاجية والوقائية.إن تجديد وسائل التعليم، وتوظيف التقنية الرقمية، وإيجاد البيئة الإيجابية الحوارية المحفزة، وتوثيق العلاقة العلمية بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والإداريين في المكاتب النوعية في الكليات، تشكل منظومة متجانسة لمواجهة تفاقم مشكلة التسرب الدراسي. وغني عن البيان أن للأسرة دورها العظيم في توجيه وإرشاد الأبناء وتوفير البيئة المعينة على النجاح والتفوق والإبداع.