يضم كل مجتمع رائدات في العمل الإنساني يجعلن من العمل التطوعي حقلاً لزراعة المحبة والتكافل والتواصل، ويبثن بثقة وثبات مظاهر التفاؤل وصور الازدهار مهما ازدحمت العوائق في حياة الناس. وان تسليط الضوء على إنجازات سيدات العمل التطوعي خطوة أساسية في بناء المستقبل، وتحفيز الهمم نحو المعالي.ولقد أكرمتني الأيام حق الإكرام حينما اطلعت بالتفصيل على مشروع تطوعي يسعى إلى تحسين نوعية الخدمات الثقافية المقدمة للفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة في مؤسسة من المؤسسات التعليمية. وفي هذا المشروع تعرفتُ على السيدة الفاضلة: إقبال سيد إسماعيل بهبهاني، وتشرفت بالتنسيق معها ومع زوجها الكريم الأستاذ نصرالله سيد بهبهاني، وتم تحويل الرؤية إلى واقع، وترجمة النيات الحسنة إلى أعمال ملموسة نابضة بالحياة لتنفع البلد. يهدف هذا المشروع الوطني النموذجي إلى إيجاد منصات ثقافية في مكتبة أكاديمية تتيح الفرصة لذوي الإعاقة بالانتفاع من الأوعية العلمية والتوسع في طلب العلم.ولأنني تعلمت الكثير – رغم صحبتي القصيرة لهذه المحسنة القديرة – السيدة إقبال بهبهاني، أتوقف اليوم لأسجل مشاعر التقدير والعرفان لها ولكل من سلك مسلكها السديد، فمن حق هؤلاء التعريف بهم، والاستفادة منهم، والثناء عليهم كي تسير الأجيال القادمة على هذا النهج الكريم، وتُقبل على ممارسة الفضائل بشغف وإخلاص وإبداع، وذلك رفعة للوطن، وخدمة للمحتاجين.وأود هنا أن استعرض أبرز الميادين التي استحوذت على اهتمام السيدة إقبال بهبهاني، وفي طليعتها مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في تحقيق مقاصدهم النبيلة، وطموحاتهم الأصيلة، وتذليل الصعاب التي تواجههم في الاندماج في المجتمع بدءاً من التسوق في الجمعيات التعاونية، ومروراً بزيارة المكتبات الأكاديمية، وانتهاء بممارسة الرياضة والمساهمة في تحقيق ذواتهم، كل في مجاله.وجدنا السيدة إقبال بهبهاني عاشقة للمبادرات التطوعية والمشاريع الوطنية التي تغلب عليها صبغة العمل والإنتاج وأطرب للاستماع إليها وهي تقول بعد إنجاز أي عمل «هذا قليل في حق الكويت التي أعطتنا الكثير»، حق الكويت علينا أعظم والله يسخرنا لخدمة هذا البلد المعطاء.إن احتضان العمل التطوعي هو تطبيق لهدي الإسلام في بلد أميره قائد العمل الإنساني، وغدت الكويت في عصره رائدة على الصعيدين التنموي والخيري.من دواعي سرور الإنسان انشراح صدره لعمل الخيرات، ولا ريب أن ثناء الناس بالخير على صاحب العمل الخيري من دون رياء من باب الشهادة بالحق وشكر الناس وفي الحديث النبوي الصحيح «تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ». الإطراء والإعراب عن الامتنان عندما يهدفان إلى تنمية الخير هما ترغيب وإغراء لأداء المزيد من الإنجازات المحمودة بجميع ميادينها.وإذا كانت الأخبار المزعجة تعج بكثير من الحوادث المؤلمة ناقلة تفاصيل الجرائم والكوارث والحروب، فإن تسليط الضوء على اللمسات الإنسانية في العمل التطوعي وإبراز مساهمات العنصر النسائي في تحسين جودة الحياة من القضايا التنموية التي تستحق الصدارة.سماء الكويت أجمل بعطاء نسائها، وبهاء بناتها.