إن خطة التنمية الوطنية المتمثلة في رؤية الكويت لعام 2035؛ وثيقة «كويت جديدة» تتضمن في طياتها متطلبات ملحة
وطموحات شاملة طويلة المدى تستهدف تحقيق مستقبل مزدهر، واقتصاد مستدام. تحشد الخطة – في محصلتها النهائية- جميع الطاقات وتوجهها نحو تحقيق أكبر قدر تنموي من أجل بلوغ رؤية الكويت الجديدة، مما يساعد على المزيد من الحضور الإقليمي والعالمي لدولة الكويت في مجالات حيوية عدة.وفي إطار «كويت جديدة» تتمركز الرؤية في مجال التعليم حول «إصلاح نظام التعليم لإعداد الشباب بصورة أفضل ليصبحوا أعضاء يتمتعون بقدرات تنافسية وإنتاجية لقوة العمل الوطنية». ومن الأمور التي تركز عليها الرؤية «تنويع مسارات التعليم بما يشمل التعليم التقني والتجاري في المرحلة الثانوية. ولا شك في أن النزعة التربوية التقنية البراغماتية (النفعية) ضرورة من ضرورات التعليم اليوم لبناء منظومة تخدم الواقع، وترتقي به، وتعالج مشكلات التعليم التلقيني فيكون التعليم وثيق الصلة بالثورة التقنية الحديثة.ولأن تأهيل مؤسسات إعداد المعلمين ركيزة لإرساء دعائم أي مبادرة نهضوية، فإن بلورة استراتيجيات تعليمية في جميع المستويات تستمد من خطة التنمية الوطنية خريطة الطريق لإحداث مزيد من التناغم. ويستلزم هذا الاتجاه توطيد رسالة التعليم بحيث تسعى المؤسسات التعليمية إلى إعداد كفاءات تربوية وعلمية فعالة ومنتجة. وهذا يتطلب تعزيز قدرات الإدارة المدرسية وفقا لمعايير الجودة الأكاديمية. وادراكا لأهمية التقنية الحديثة تؤكد الوثيقة «تعزيز استخدامات التكنولوجيا المساندة للعملية التعليمية».لا يمكن التحدث عن التنمية الشاملة من دون الإشارة إلى تنمية اتجاهات الطلبة نحو التخصصات العلمية والمهارات اليدوية والتجارية والصناعية بما يتوافق مع اشتراطات التنمية، وما يطرأ في مناهج ووسائل التعليم. وفي هذا الاتجاه يتعين تنمية الفكر ورفع القدرات لإنتاج الثقافة العميقة على نحو يتيح للطلبة اتخاذ القرارات السليمة، وحل المشكلات، والابداع في مضمار تحسين نوعية الحياة.ومن الأمور المهمة في الرؤية بناء وتطبيق نظام «اختبارات وطنية موحدة لقياس القدرات» ليكون معياراً أساسياً وضرورياً للقبول في أي مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي الحكومية في دولة الكويت، أو للحصول على بعثة دراسية داخل أو خارج الكويت من خلال وزارة التعليم العالي.ووفق رؤية الكويت فإن رخصة المعلم أحد أعمدة رفع كفاءة المعلم وتعتبر مسألة تمهين التعليم من خلال رخصة، يحصل عليها المعلم عبر اختبار يقيس معرفته ومهاراته. وحيث إن رخصة المعلم تساعد في تحقيق انتقاء الأفضل من المتقدمين، واستمرار ذوي الكفاءة من الهيئة التعليمية في الميدان التربوي، باتت مسألة إعداد المعلم المؤهل مطلباً مهماً من خلال نظام رخصة المعلم كما تنص بنود الرؤية.من الواضح أن الوثيقة برمتها معنية بالنهوض بالمجتمع عبر تنمية الشباب، وهذه فلسفة موفقة للغاية وتجعلها تضمن اندماجاً وامتزاجاً واستجابة لحاجاتنا الإنمائية، وتطلعاتنا الفعلية. وعليه فجميع الجهات الحكومية والأهلية معنية برؤية الكويت الجديدة، ويتعين ترجمتها بمهنية إلى واقع يمكن قياسه، وهذا يتطلب وضع الوثيقة نصب أعيننا، ومراجعة بنودها وتطبيقها كل في مجاله.