فنّ السؤال من أبرز المهارات الإعلامية عامة، والحياتية خاصة، لأنه ينشّط الذهن، ويفتح نوافذ الحوار، وينعش المشتركات الإنسانية، ويوجد التفاعل الإيجابي. ومن هنا يتعين بناء الاعلام التربوي على المبدأ المأثور «حُسْنُ السُّؤَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ».في يوم الأربعاء الماضي، استقبلت إدارة كلية التربية الأساسية عددا من المحطات التلفزيونية، والصحف المحلية لتغطية أنشطتها الثقافية عن ملتقى تعزيز القيم، فلهم جزيل الشكر والتقدير، ويومها سألني أحد الإعلاميين البارزين في تلفزيون دولة الكويت أسئلة وجيهة عن مقالي السابق في جريدة القبس الغراء حول «كويت جديدة».وجّه الإعلامي نجيب القحطاني ــــ مذيع إذاعة وتلفزيون دولة الكويت ـــــ أسئلته لي، تحديدا عن رؤية أمير البلاد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ــــ حفظه الله ــــ للتعليم الجامعي.. وكيف تستطيع الجامعات والمعاهد توظيف رؤية حضرة صاحب السمو في برامجها وأنشطتها وخططها؟ ومن وحي هذا الأسئلة القيمة ينطلق هذا المقال.إن التوجيهات السامية لصاحب السمو ــــ حفظه الله ــــ في إعداد الشباب وتنمية مواهبهم الكامنة، وطاقاتهم المتدفقة ليكونوا عناصر فاعلة في تحقيق التنمية المستدامة، تبلورت في جملة أهداف بصورة ناصعة في وثيقة «كويت جديدة» لعام 2035. لقد احتوت الوثيقة على ضرورة العناية بالجوانب المهنية والحرفية والأكاديمية لشريحة الشباب. كما نصت الوثيقة على أن تسعى دولة الكويت إلى تحقيق التميز في العملية التعليمية، واتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية فعالة لضمان جودة المخرجات. وتهدف الوثيقة من جهة أخرى إلى تقليل نسبة التسرّب من الجامعات والمعاهد بما لا يقل عن %70، منعاً للهدر. وهكذا بناء على رؤية صاحب السمو أمير البلاد، فإن جذب وتوجيه الشباب الجامعي نحو تحقيق قدراتهم وتوظيف طاقاتهم جوهر الوثيقة لبناء كويت جديدة معززة بإنجازاتها الجامعية والمجتمعية.وفي هذا الصدد، وبصفتي عميدة مساعدة للشؤون الطلابية، ورئيسة مركز الدعم التربوي في كلية التربية الأساسية فإنني أتابع حرص القيادة السياسية على مصلحة الشباب ورسم مستقبلهم عبر توفير فرص ثمينة لتنميتهم، وحل مشاكلهم، واكتشاف طاقاتهم، وتبنّي المشاريع الجديدة لتغذية هذا المجال الحيوي.إن التعليم الجامعي في جوهره فعل اجتماعي، ولهذا تولي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب مسألة دعم الشباب كل عناية ورعاية لإيمانها العميق بتنمية القيم النظرية والعملية تحقيقا لمقاصد الوثيقة عبر بناء شخصية جميع المنتسبين لصروح كلياتها ومعاهدها الشامخة.تعد الهيئة من أبرز المؤسسات التنموية في الدولة، حيث تؤهل الكوادر الشبابية في كثير من القطاعات الحكومية، وسوق العمل وبما يحقق رؤية سمو أمير البلاد رعاه الرحمن. وبما أن كلية التربية الأساسية تعتبر من أكبر كليات إعداد المعلم، حيث يبلغ عدد المنتسبين لها زهاء 24 ألف طالب وطالبة، فهي معنية بجذب وتوجيه وصقل طاقات ومواهب الشباب وفق الرؤية الثاقبة لسمو أمير البلاد.أوجه الشكر والتقدير للزميل نجيب القحطاني، وجميع المنصات الإعلامية التي تبث الأخبار الثقافية وتتبع مساراتها ومستجداتها لخدمة المصالح الوطنية الكبرى.