تسجيل الدخول
notification                                                                                                                                                                                       
notification المنصات التعليمية
notification الدعم الفني

للتواصل مع مكتب المساعدة الخاص بالحاسب الآلي الاتصال على

رقم البدالة في الفترة الصباحية 1806611 داخلي 1333

اضغط هنا للتواصل مع ادارات ومراكز الهيئة

 ارسال رسالة للشكاوى الى البريد الإلكتروني  GITHelpDesk@paaet.edu.kw

للتحدث مع موظفي الدعم الفني لأي مشكلة تقنية اضغط هنا

أ.د لطيفة الكندري

قبل أيام قليلة أقام قسم اللغة العربية في كلية التربية الأساسية محاضرة تحت عنوان «قراءة في ديوان رثاء القمر» للشاعر والناقد الأدبي الأستاذ الدكتور سالم عباس خدادة. كانت محاضرة شعرية مليئة بالحب والمودة ومشاعر الأبوة الرفيعة. كتب الدكتور سالم ديوانه «رثاء القمر» ليرثي ابنه البكر أحمد، رحمة الله عليه، الذي كان يعمل طيارا في الخطوط الجوية الكويتية. وبوجيز العبارة يصف شاعرنا عميق حزنه فيهدي كتابه: «إلى الذين ضاقت عليهم العبارة حين اتسع الحزن»، وقديما قال النفري «كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة». ولأن الشعر «واحة تستظل فيها الروح كلما رفع الحزن من درجة كثافته» يقول شاعرنا مخاطبا فلذة كبده؛ ابنه الراحل:بني حبيبي هل من لقاء أم أن الردى حاجز مستحيلهو الله يعمر قلبي سناه ومن لي سواه فصبر جميلولئن كانت كتب عبقريات عباس محمود العقاد، ترسم بدقة «صورة نفسية» عن الشخصية التي يتناولها في كل كتاب، فإن كلمات شاعرنا، الدكتور سالم خدادة، ترسم صورة نفسية للشاعر نفسه باعتباره الوالد المفجوع، وسلوته في الإيمان بالله سبحانه، والتمسك بحبل الصبر، فإن الصبر دواء وشفاء وضياء. لا ريب أن للرحمة تجليات، وللحب طبقات، وللقلب نفحات، وللموت هيبته لا سيما إذا قُبض ثمرة الفؤاد؛ الابن. «رثاء القمر» رحلة شعرية روحية، وتجربة إنسانية لأب شغوف بابنه، متيم بحبه.ومن مبدأ «فقد الأحبة غربة»، و«مَنْ وَارَى التُّـرَابُ غَريـبُ» قال شاعرنا:يا مهجتي ضيعتُ بوصلتي فمتى سفينةُ غربتي ترسي؟كانت بدايات معرفتي بأستاذي القدير الدكتور: سالم خدادة، رعاه الرحمن، في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، عندما كنت طالبة في قسم اللغة العربية في كلية التربية الأساسية. ثم تشرفت منذ عدة سنوات بالعمل معه في نفس الكلية لأتعلم منه المزيد من معاني التواضع والعطاء وحب اللغة العربية، والوفاء في حب الأبناء. تعلمت من هذا الشاعر الجليل، والمعلم النبيل في قاعات الكلية، واليوم أحاول أن أتعلم منه المزيد من دروس الحياة، ومعاني الأبوة، وصورة الأبناء في قلوب الآباء، ورحلة الروح في دنيا الوفاء. من مواهب الله تعالى على العباد أن يجمعهم بأساتذة من أهل الدراية والحكمة من مثل الدكتور سالم عباس خدادة، فهو حقا أحد أعلام الكويت النبلاء، علما وخلقا وعملا.ورد في الحديث النبوي الشريف «الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنّةِ»، ولهذا فإن حق الآباء عظيم في جميع الشرائع، وحبهم لأبنائهم من الصعب وصفه. جميع الخواطر والذكريات السابقة وردت على ذهني، وتغلغلت إلى أعماقي بينما كنت أستمع بجميع جوارحي إلى الأبيات الشعرية من كتاب «رثاء القمر»، بصوت الشاعر سالم عباس خدادة، فيالها من لحظات تومض بأسمى معاني الحب والوفاء والرقة. مازلت طالبة عند أساتذتي، جزاهم الله كل خير، وسأظل هكذا تلميذة أنهل من معين التجارب الإنسانية لأساتذتنا الكرام.