تسجيل الدخول
notification                                                                                                                                                                                       
notification المنصات التعليمية
notification الدعم الفني

للتواصل مع مكتب المساعدة الخاص بالحاسب الآلي الاتصال على

رقم البدالة في الفترة الصباحية 1806611 داخلي 1333

اضغط هنا للتواصل مع ادارات ومراكز الهيئة

 ارسال رسالة للشكاوى الى البريد الإلكتروني  GITHelpDesk@paaet.edu.kw

للتحدث مع موظفي الدعم الفني لأي مشكلة تقنية اضغط هنا

أ.د لطيفة الكندري

تصفحتُ جريدة القبس العزيزة، صباح يوم الجمعة الماضي، وراعني خبر محلي على الصفحة الأولى عن وفاة عشرات الشباب في غضون الأشهر الماضية بسبب تعاطي المخدرات. إنها ظاهرة متمردة متمددة تتحدى جميع مؤسساتنا المدنية وبرامجها التنموية، وتغض مضاجع العوائل، ما يُحتم مراجعة الوضع المضطرب وإيجاد آليات جديدة أكثر كفاءة لمواجهة الخطر الداهم.
التحاور الجاد حول طرائق مواجهة ومكافحة المخدرات استحقاق وطني ملح لإنقاذ فلذات الأكباد. إن شيوع تعاطي المخدرات من المؤشرات الدالة على خطورة الاهتزازات القيمية، وليس من الحكمة الآن أن نلوم طرفا من الأطراف. من أبرز مرتكزات تحصين المجتمع تشديد القبضة الأمنية لمنع المواد المخدرة من جانب، والمساهمة في إعادة الفاعلية للأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام والنوادي الرياضية والثقافية من جانب آخر. من الحكمة إيجاد بيئات أكثر إيجابية في مؤسسات التنشئة الاجتماعية لجذب الشباب نحو رفع كفاءة التفكير، والانضباط والإنتاج والاندماج المجتمعي. المهم هو تدريب الناشئة ذهنيا ونفسيا وبدنيا على التبصر بالذات لتوليد الإرادة القوية ورفدها بالأخلاق القويمة.
يريد الآباء بالأبناء خيرا، لكن انشغال الأب والأم عن متابعة الأبناء والخلل في سلم الأولويات، والفتور في تجديد الروابط الأسرية من شأنه لجوء الشاب نحو مسالك الهلاك الموحشة المظلمة والخالية من مشاعر الحب والشفقة والفكر الرشيد. استقلالية الشاب لا تعني الثقة العمياء وعدم المتابعة والتوجيه. إن رسالة التربية رسالة سامية لا تعرف الاستقالة الوالدية. ومن لوازم مزاولة التربية تدريب الناشئة على مهارات حل المشكلات، وترسيخ القيم الإنسانية التي تعلي من شأن الإنسان في اختيار مساره، وانماء شخصيته. جميعنا يستطيع أن يساهم في إيجاد بيئة بعيدة عن التشنجات والمشكلات والتوترات، وهذا من شأنه تحسين الحال والبال والمآل. إن التأكيد على التكافل الاجتماعي ورعاية الشباب وبسط نفوذ القوانين وتحسين طرائق التعليم محددات أساسية واشتراطات مصيرية لمواجهة تنامي الانحرافات والسلوكيات غير السوية.
ولأن الإدمان على المخدرات من أهم معوقات الاستقرار والتطوير فإن إدماج جميع الطاقات في عملية مكافحة المخدرات ضرورة مجتمعية. دورنا الرائد هو مساندة الآباء والأمهات للقيام بدورهم الطلائعي في تنمية الناشئة، ومساندة الجهات التعليمية والدينية والتثقيفية والرياضية في تحقيق مقاصدها، ودعم المؤسسات الأمنية لتمارس دورها في حماية المصالح، ودرء المفاسد.
الغفلة عن أداء واجباتنا المجتمعية، والانشغال بالنزعة الفردية، والانغماس باللذة المحرمة من أسباب الانحراف. كلٌ في موقعه وحسب طاقته عليه تحسين مجال عمله لنشغل شبابنا بالنافع المفيد ولنقدم لهم قدوات صالحة وإلا اتسعت رقعة المصاعب. تقاعسنا وصراعاتنا المزرية ثغرة لنشوء بيئات عائلية ومدرسية ووظيفية مهلهلة ممتلئة بالحيرة والإحباط، وغير قادرة على الصمود، فضلا عن صناعة الإنجازات. البحث الزائد والزائف عن المهدئات، والانصراف نحو المصالح الذاتية يوجدان شخصيات موبوءة قابلة للانجراف نحو انحرافات الجرعات الزائدة، وفريسة سهلة لتبني الأفكار السامة.