العملات الرقمية هو عالم جديد و يمكن تعريفه بأنه المصطلح الشامل لوصف جميع الأموال الإلكترونية، التي تشمل العملات الافتراضية والعملات المشفرة، كما أن العملات الرقمية متوافرة بشكل إلكتروني وفي شكل رقمي، على عكس العملات الورقية أو المعدنية فهي تعتبر غير ملموسة.
تاريخها :
عام 1977 ظهرت خوارزمية RSA وهي من اختراع كل من ليونارد أدليمان و آدي شامير و رونالد ريفست في معهد ماساتشوستس للتقنية والتي أعلن عنها حينها وتم نشر ورقة اختراعها، وهي في اختصارها تتكون من 3 أحرف هي الأحرف الأولى لأسمائهم.
وفي عام 1993 اخترع عالم الرياضيات ديفيد تشوم ما يقال بأنها أول عملة مشفرة إلكترونية وهي التي اعتمدت على التشفير.
عام 1996 تم إطلاق الذهب الإلكتروني E-gold وهو عبارة عن أول موقع لتبادل الذهب وتداوله، وهو الذي يتطلب فتح حساب عليه واستخدامه في شراء الذهبي وبيعه.
وفي عام 1999 تم إطلاق أول بنك إلكتروني " باي بال" الذي يساعد في تحويل الأموال عبر الإنترنت.
عام 2008 تم الاعلان عن اول عملة رقيمة على يد المبرمج الياباني ساتوشي ناكاموتو.
وتم التعامل بها كأول مرة في عام 2009 بين ساتوشي ناكاموتو و هال فيني
2015 ظهرت عملات جديده وهي "لايتكوين" و "الاثريوم" وقد جمعت 75 مليون دولار.
وفي عام 2019 أعلنت شركة فيس بوك عن ليبرا وهي عملة خاصة فيها وتم طرحها في عام 2020.
كيفية استخدامها :
يتم استخدام العملات الرقمية في التعاملات التجارية المباشرة وفي معاملات الدفع والسداد الإلكتروني، وأيضا في عمليات نقل وتحويل الأموال بين المستخدمين بسرعة ودون وجود للوسطاء، وبأقل تكلفة وجهد، دون الاعتراف بالحدود الجغرافية أو السيادية للدول ودون الخضوع لقوانينها الداخلية، بل وحتى بدون اكتراث لقيمة عملاتها الوطنية، وهنا يأتي السؤال الأهم، فكيف تعمل هذه العملات؟ وكيف يتم إصدارها؟ العملات الرقمية بالغالب هي عملات لا مركزية، أي أنه لا يمكن لحكومة أو مؤسسة أن تتحكم في إنتاجها، بل يتم إصدارها عن طريق تكنولوجيا تدعى سلسلة الكتل.
وقد تم تعريف سلسلة الكتل في كتاب (ثورة سلسلة الكتل) على أنها دفتر حسابات إلكتروني، يستخدم لتسجيل المعاملات المالية والاقتصادية، لكل شيء له قيمة بحيث يتم تسجيله وتشفيره لدى كل مستخدم على شكل كتلة، ومن ثم يتم ربط جميع هذه الكتل ببعضها البعض لتكوين سلسلة من الكتل تكون موزعة ومحفوظة على حواسيب جميع المستخدمين حول العالم، مما يجعل عملية اختراقها أو التلاعب بها مستحيلة من الناحية العملية، لأنها كما ذكرنا محفوظة لدى المستخدمين وهو ما يجعل تغييرها أو محوها غير ممكن إلا عن طريق التحكم بحواسيب جميع المستخدمين حول العالم وهو أمر لا يمكن تحقيقه حاليا.
ما الفرق بين العملة الإفتراضية والرقمية؟
العملات الرقمية هي مصطلح شامل يستخدم للإشارة إلى الأموال الموجودة في الفضاء الرقمي و قد عَرّف البعض العملة الرقمية بأنها وسيلة للتبادل المالي عبر عملات إلكترونية تستخدم نظام التشفير لتأمين المعاملات والتحقق منها ، و اما العملات الافتراضية هي تمثيل للقيمة النقدية التي يتم التحكم بها من قبل الجهات المصدرة ، وهي نوع من العملات الرقمية يتم التحكم بها من قبل منشئيها، فجميع العملات الافتراضية رقمية وتكون موجودة على الانترنت فقط، ولكن ليست جميع العملات الرقمية افتراضية لأنها موجودة خارج بيئة افتراضية محددة، و تعتبر العملات المشفرة مثل (البتكوين) و (الاثيريم) من العملات الافتراضية.
هل عليها اقبال؟
العملات الرقمية ما هي إلا إدخالات محدودة في قاعدة بيانات لا يمكن لأحد أن يغيرها إلا من خلال شروط محددة، ولتبسيط تعريف هذه العملات فإنه يمكن القول بأنها: قيم نقدية ذات قبول عام يتم تخزينها وتداولها عبر الوسائل الإلكترونية، ليتم استخدامها لاحقا كوسيلة سداد وتقييم، وبالرغم من كون العملات الافتراضية مجهولة المصدر أحيانا وبالرغم من أنه لا وجود مادي أو فيزيائي لها، إلا أنها تعتبر من أهم أشكال العملات الرقمية، وذلك بسبب التطور التكنولوجي وزيادة الإقبال على العمل من خلال شبكات الإنترنت، ومن أهم عناصر هذه العملات ما يلي: أولا أنها مقبولة قبولا عاما وبالتالي فإنه يمكن استخدامها لشراء السلع أو سداد الديون، وهي أيضا غير مرتبطة بحسابات بنكية أخرى وهو ما يجعلها ذات قيمة ذاتية، قائمة على مبدأ العرض والطلب، أي أنها تستمد قيمتها من نفسها دون الاعتماد على أي من أشكال النقد الأخرى، وهذا ما يميزها عن بطاقات الائتمان الإلكترونية..
ماهي مخاطر استخدامها ؟!
أما أهم مخاطر وعيوب العملات الرقمية فهي ما يلي: نظرا لعدم إصدار العملات السابقة من أي جهة رسمية فإنه لا يوجد جهة مرجعية يمكن للمتضررين لأي سبب كان الرجوع لها، وبالتالي فإن المستخدم يعتبر مسؤولا شخصيا عن جميع تعاملاته بها.
عدم وجود بيانات كافية لمستخدمي العملات الرقمية وعدم إمكانية الوصول لهذه البيانات من قبل الجهات الرقابية، يجعل منها الوسيلة المفضلة للتداولات المشبوهة، وهو أيضا سبب عدم إمكانية فرض رسوم أو ضرائب حكومية على تعاملاتها، مما يضر باقتصاديات بعض الدول.
التذبذب الحاد والسريع في قيمة هذه العملات يزيد من الريبة والشك تجاهها، مما يخلق حالة من عدم الثقة بقيمتها وبالتالي يحولها من عملة متداولة إلى سلعة في سوق المضاربات.
عدم توافر الإنترنت أو عدم قدرة الكثيرين على استخدام التطبيقات الخاصة بالعملات الرقمية لأسباب لوجستية أو معرفية، قد يجعل من الاعتماد عليها بشكل كامل أمر صعب تطبيقه عمليا.
من هنا وبرغم العيوب السابقة، إلا أنه وبرأيي الشخصي فإن العملات الرقمية الافتراضية ستتطور وتنمو مستقبلا بوتيرة سريعة، فهي قد انتقلت من كونها فكرة افتراضية لتصبح حقيقة افتراضية لا يمكن التغاضي عنها.
ما سعة انتشارها في العالم ؟
على حسب الاحصائيات من المتوقع ان تصبح العملة الرقمية في المستقبل هي العملة الاولى والرئيسية في التعامل حيث أصبح عدد مستخدميها ما يقارب 10 مليون شخص حول العالم والعدد في تزايد. خاصة بعد طرح شركة الفيس بوك لعملته ليبرا سوف تزداد أهمية العملة الرقمية وارتفاع سعرها .