تسجيل الدخول
notification                                                                      

notification المنصات التعليمية
notification الدعم الفني

للتواصل مع مكتب المساعدة الخاص بالحاسب الآلي الاتصال على الرقم
22068036

او رقم البدالة في الفترة الصباحية 1806611 داخلي 1333

اضغط هنا للتواصل مع ادارات ومراكز الهيئة

 ارسال رسالة للشكاوى الى البريد الإلكتروني  GITHelpDesk@paaet.edu.kw

للتحدث مع موظفي الدعم الفني لأي مشكلة تقنية اضغط هنا

 حوار العدد

الاستدامة

(حاضر اليوم ومستقبل الغد)

-         المراغي: الأسرة هي أساس تعزيز الوعي البيئي.

-         ضرورة تحويل النفايات من عبء إلى مورد

-        يجب على الحكومات توعية المجتمع بالثقافة البيئية

 

الاستدامة هي مفهوم يهدف إلى تلبية احتياجات الجيل الحالي دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها، وتتضمن الاستدامة الاهتمام بالعناصر البيئية والاقتصادية والاجتماعية. وللحديث بتفصيل أكثر حول الاستدامة وأهميتها كان لنا هذا النقاش مع المهندس براك المراغي نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة الداو للمشاريع البيئية.

في بداية حوارنا تطرقنا إلى الاستدامة وعلاقتها بالبيئة فاليوم أصبحت تلك القضايا لا ترتبط بجهة معينة سواء كانت تلك الجهة خاصة أو حكومية وحتى على مستوى الفرد فزيادة النفايات والتلوث يؤثر على صحة الفرد بشكل سلبي حيث شدد المهندس براك المراغي على ضرورة زرع  الثقافة البيئية  في الأجيال القادمة وتوعيتهم بأن النفايات سواء كانت على شكل ورق أو الكترونية أو أياً كان شكلها هي عبارة عن مورد ويجب أن يتم تحويلها من عبء إلى مورد مؤثر يمكن الاستفادة منه من خلال إعادة تدويرها أو تحويلها إلى طاقة فالتخلص من النفايات عبارة عن تكلفة صحية ومادية ومن الأفضل الاستفادة منها وفيما يتعلق في مسألة الوعي البيئي يأتي هنا دور الأسرة ليكون على عاتقها الدور الأكبر والأهم في غرس القيم البيئية الصحية خاصةً أن الجيل الحالي جيل مُطَلع ويملك منافذ ميسرة للبحث عن المعلومة على عكس الجيل السابق الذي كان يستهلك وقت وجهد كبير  للوصول إليها.

 وأكمل م.المراغي حديثه مبيناً أن الوعي البيئي يكون من داخل المنزل عن طريق تعليم وتوجيه أفراد الأسرة لكيفية استغلال النفايات بشكل إيجابي وفعال حتى ننشئ أفراد يمكننا أن نستثمر بهم ليساهموا في بناء مستقبل واعد للدولة، ويجب أيضاً أن يبدأ المواطن الواعي من تلقاء نفسه في الحفاظ على البيئة ومواردها بغض النظر عن دور القطاعات المختلفة في الدولة، وأوضح م.المراغي أن هناك أمور بسيطة جداً يمكن استغلالها بالمنزل لتعزيز خطوات تحقيق الاستدامة مثل الحد من استهلاك الكهرباء والطاقة فالأجهزة الكهربائية عندما تعمل تنتج لنا نفايات الكترونية ضارة  ونحن اليوم وصلنا لمرحلة جداً متطورة من التقدم التكنولوجي فباستطاعتنا  ونحن خارج نطاق منزلنا وعن طريق الهاتف أن نتحكم بمصادر الكهرباء والإضاءة ويمكننا أيضاً أن نقسم نفايات المنزل عن طريق فصل النفايات وتقسيمها إلى نفايات زجاجية أو بلاستيكية وحتى ورقية ... إلخ.

 وأشار م.المراغي خلال حواره معنا إلى أن هناك الكثير من الجهات التي بدأت بالفعل باتخاذ مثل هذه الخطوات الجادة للحفاظ على البيئة وتحقيق مفهوم الاستدامة قائلا:" إننا في شركة الداو نحرص على تطبيق المعايير الخاصة في تحقيق بيئة عمل صحية وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر أن نظام الإضاءة لدى مجموعتنا هو نظام موفر للطاقة وتم تقليل استخدام المراسلات الورقية بالاستعاضة عنها بالمرسلات الالكترونية ،وتطرق م.المراغي في حديثه إلى موضوع تبني القضايا البيئية والذي يجب أن يبدأ من الحكومة نفسها وذلك بوضع قوانين وأنظمة صارمة تحد من زيادة إنتاج النفايات والتلوث البيئي فغياب اهتمام الحكومات بهذه القضية ينعكس على دور قطاعاتها المختلفة وسيكون لها دور ولكن محدود بكيانه فقط لذا عندما تضع الحكومة اللوائح والنظم وتستغل النفايات بشكل أمثل سينصب هذا بشكل إيجابي وفعال أكثر وستكون لتلك القطاعات دور كبير في خدمة هذا الجانب ، وأضاف م. المراغي "لنكون واقعيين ونعترف أن العبء الأكبر الذي تحمله الحكومة هو التخلص من النفايات الناتجة من المنزل وأسرع طريقه لاستغلالها هي تحويلها إلى طاقة " وذكر أن مثل هذا المشاريع الضخمة تم تطبيقها بالفعل من قبل دول كبيرة وكان لها انعكاس إيجابي ونافع، فعملية دفن المواد العضوية الناتجة من الطعام تسبب مشكلة كبيرة للتربة وأيضا تنتج غازات سامة بالمقابل يمكننا من خلال التكنولوجيا تحويل تلك الغازات والنفايات إلى طاقة.

وشدد المهندس خلال حواره على ضرورة الإسراع في تطبيق تلك المشاريع بالدولة منوهاً أن في الفترة الأخيرة تم تشييد المباني الحكومية الجديدة وتم تطبيق استراتيجيات المحافظة على البيئة فيها كما تم تطبيق ذلك على المناطق السكنية الجديدة وفيما يخص القوانين وآلية تنفيذها قال م.المراغي أن هناك قصور في تطبيق وتنفيذ القوانين الخاصة بالبيئة وعلينا تفعيل الدور الإعلامي لزيادة التوعية بالاستدامة والمحافظة على البيئة فنرى اليوم أن التعليم   الخاص قد سبق القطاع التعليمي الحكومي بقضية الاهتمام بالبيئة فيمكن إدراج هذا الموضوع ضمن الخطة التعليمية في الفصل الدراسي للطالب وهناك مبادرات من القطاعين، ولكن ليست بالمستوى المطلوب. ثم اتجهنا بالحديث إلى التحديات التي نواجها في تحقيق الاستدامة وكيفية التغلب عليها فكان رأي م.المراغي بهذا الشأن "إننا اليوم بالفعل نحتاج أن نأسس جهة مختصة تكون هي الجهة المسؤولة بشكل مباشر عن إعادة تدوير النفايات فحاليا بلدية الكويت والهيئة العامة للبيئة هما الجهتين أصحاب الدور الأساسي في استغلال النفايات وبلدية الكويت لها مبادرات واضحة متعلقة بالنفايات الإنشائية ولدى شركة الداو مشروع جدا ناجح بالتعاون مع البلدية بخصوص النفايات الإنشائية أثمر عن نتائج إيجابية ،وتبقى لدينا النفايات الصلبة الأخرى من ضمنها النفايات العضوية والتي يجب أن توضع لها آلية استغلال محكمة كونها مورد مهم ومؤشرات استهلاك الشخص لهذا النوع من النفايات عالية وانعكاسها على البيئة يعتبر خطير بصورة كبيرة إلى حد ما فكلما زادت نسبة النفايات زادت عملية الردم واستهلاك أراضي أكثر وبالتالي زيادة نسبة التلوث بشكل أكبر."

وفيما يتعلق بالمشاريع التي تدعم قضايا البيئة والتي طبقت على أرض الواقع سواء على النطاق المحلي أو الإقليمي أفاد م.المراغي "نحن في شركة الداو كان لنا تعاون مع إحدى الشركات التي تستهلك كمية مياه كبيره أثناء عملية الإنتاج وكانت إحدى الحلول المقدمة لهم هي الاستفادة من النفايات الناتجة عن عملية الإنتاج من خلال عملية المعالجة للمياه ليعاد استخدامها مرة أخرى وثم تقل على الجهة المنتجة تكاليف الإنتاج والصيانة وهذا نموذج وأوضح أن هناك بالفعل استفادة من عملية المعالجة البيئية فبالسابق لم تكن هناك تكنولوجيا متطورة تدخل في الجانب التجاري بشكل أوضح لكن اليوم العالم في تطور ونمو مستمر لإيجاد حلول جذرية للمشاكل المتعلقة بموضوع البيئة والاستدامة" وذكر م.المراغي بأن دولة الكويت مدخولها الأساسي يعتمد على النفط وإنتاجه وغالباً موارد المعالجة البيئية ستكون موازية للنفط بمعنى أن عملية المعالجة البيئية ستُخفض معدل استهلاك الطاقة بالنسبة لإنتاج النفط، وكما أن المنظومات العالمية تتجه لوضع التزامات على الدول التي لا تولي موضوع الاستدامة أهمية ودائما المستثمر يهتم برؤية تقرير الاستدامة الخاص بالجهة التي يتعامل معها . واختتم م. المراغي حديثه معنا قائلاً: "انا متفائل جدا بالخطوات الموجودة حاليا ولو انها بطيئة، ولكنها تسير بالمسار الصحيح".