​

عهد الشيخ عبدلله السالم الصباح "أبو الاستقلال"

امتدت فترة حكم المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم الحادي عشر لدولة الكويت قرابة 15 عاماً كان لها الأثر الأبرز في تاريخ الكويت، وأطلق عليه لقب "أبو الاستقلال" و"أبو الدستور" نظراً إلى جهوده المضنية وإنجازاته الكبيرة وحكمته السديدة في سعيه للحصول على الاستقلال.

 ومنذ أن تسلم مقاليد الحكم في الفترة من عام 1950 الى 1965 سار بخطوات دقيقة ومدروسة نحو تحقيق الاستقلال وإعلان الدستور الكويتي، فتعتبر لحظة إعلان استقلال الكويت في 19 يونيو عام 1961 من اللحظات الحاسمة في تاريخها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ومنذ ذلك اليوم المشهود ودعت الكويت  مرحلة ماضية بكل ما فيها من تاريخ طويل سطره الآباء والأجداد بكفاحهم المرير في سبيل العيش الكريم والذود عن حمى الوطن، وكان استقلال الكويت بداية مرحلة جديدة لدخولها ضمن بلدان المجتمع الدولي وفق سياسة كويتية خاصة تسعى إلى السلام وتحقيق التعاون مع مختلف دول العالم ضمن إطار علاقات الأخوة والصداقة بين الدول والشعوب، اففي ذلك اليوم التاريخي وقع الشيخ عبدالله السالم الصباح وثيقة الاستقلال وإلغاء اتفاقية الحماية مع الحكومة البريطانية لتبدأ الكويت عهداً جديداً وتعتلي مكانة مرموقة على الصعيد الإقليمي والعربي والعالمي، إن التاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت كان في 19 يونيو 1961 لكن في عام 1963 تقرر تغيير ذلك اليوم ودمجه مع 25 فبراير الذي يصادف ذكرى جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح تكريماً له ولدوره  في استقلال الكويت وتكريس ديمقراطيتها، فأصبحت الكويت تحتفل بعيد استقلالها في 25 فبراير من كل عام.

وإذا مررنا على تاريخ المغفور له الشيخ عبدلله السالم لا يمكن أن نتخطى جهوده الجبارة في إصدار الدستور الكويتي ، حيث عمل على توسيع المشاورات مع رجال الكويت ورسم خريطة إعداد الدستور، منطلقاً من وضع الكويت على درب المشاركة الشعبية عبر دستور يؤمن هذا الهدف، كما حرص المغفور له على أن يضم  الدستور الكويتي في أحشائه أسمى المبادئ الإنسانية مثل الحرية في إطار حكم القانون، وفصل السلطات، واستقلال القضاء، وسيادة العقل، والتلاحم انطلاقاً من وحدة المصير، كما يفرض حكم المشاركة، ويملي واقعه على الجميع حسن التصرف، وطيب المعاملة، ورقة المفردات، وإزالة سوء الفهم عبر التحاور والتواصل، كما اتسم دستور الكويت بروح التطور التي تقدم للشعب الكويتي الحلول الديمقراطية للإنطلاق في درب النهضة والتقدم والازدهار والذي مكن البلاد من انتهاج حياة ديمقراطية مستمدة من ذلك الدستور المتكامل الذي أقره مجلس تأسيسي منتخب من أبناء الكويت.

كما حققت الكويت في عهد الشيخ عبدالله السالم رحمه الله - العديد من الإنجازات أبرزها إنشاء المجلس التأسيسي لوضع الدستور الكويتي والمصادقة عليه في 11 نوفمبر 1962، إجراء أول انتخابات في 28 يناير 1962، افتتاح إذاعة الكويت في مايو 1951، إجراء أول تعداد رسمي للسكان في أبريل عام 1957، صدور قانون تنظيم القضاء في 19 ديسمبر عام 1959، تعديل اتفاقية النفط مع شركة نفط الكويت، إنشاء أول محطة لتحلية مياه البحر في الكويت عام 1950، إنشاء ملحق للمستشفى الأميري في منطقة الصليبيخات عام 1954، إنشاء مستشفى الصليبيخات عام 1954، إنشاء مستشفى الطب النفسي عام 1958، وانشاء مستشفى الأمراض الصدرية عام 1959، افتتاح تلفزيون الكويت عام 1961، صدور قانون تجديد شكل العلم عام 1961، افتتاح أول مجلس أمة في تاريخ الكويت عام1963، صدور مرسوم أميري لإنشاء دائرة للخارجية تختص بالقيام بالشؤون الخارجية للدولة عام 1961، قبول عضوية الكويت في جامعة الدول العربية عام 1961.