​

بعيدا عن الجانب السياسي لها، تعرف المدن العمالية على أنها مراكز معيشة ذات معايير معيشية صحيحة مخصصة للعمالة المتزايدة لتكون في مناطق محددة قريبة من مراكز العمل بدل انتشارها العشوائي بعيدا عن مقار عملها مما سيوفر أوقات المواصلات بالتالي سيزيد من إنتاجية هذه الأعمال المعتمدة على هذه العمالة.  منظومة إنشاء المدن العمالية ليست حديثة العهد بل بدأت مع بدايات ال1890 و ازدهار المصانع و المناجم عالميا و عادة ما تأخذ بعين الإعتبار إحتواء هذه المدن على كافة المرافق الأمنية و الصحية و الاجتماعية و الدينية لتأمين الإحتياجات اليومية لقاطني هذه المدن.  المدن العمالية موجودة الى يومنا الحالي بالعديد من دول العالم منها ما يزال على وضعه كمدينة عمالية و منها ما اندثر و منها ما تطور ليتحول الى مدن حديثة متكاملة.

ذكرت هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام و الخاص الكويتية أن الكويت بصدد إنشاء عدد من المدن العمالية أولها قد يكون بجنوب الجهراء.  من الجميل أن نرى مشروعا ضخما كهذا المشروع أن يكون صديقا للبيئة بحيث يراعي الإشتراطات البيئية الأساسية كالتالي:-

- أن يكون البناء عمودي

-  أن تكون أسطح المباني مزودة بوحدات الطاقة الشمسية لتقليل الأحمال الكهربائية التقليدية و الإستفادة من الطاقة الشمسية

- أن تكون المباني مصبوغة بأصباغ عاكسة للحرارة لتقليل أحتباسات الغازات الدفيئة

-  أن تفصل المباني على الأرض حدائق مجتمعية لزيادة المساحات الخضراء بالتالي زيادة نسبة الأكسجين و تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون و الإستفادة من هذه الحدائق للترفيه

-  إنشاء مزارع خضار و ماشية لتحقيق الإكتفاء الذاتي لقاطني هذه المدن (يمكن تضمينها لأصحاب المشاريع الصغيرة)

- يتم إنشاء وحدات معالجة مياه تابعة للمدن العمالية لإعادة تدوير مياه المدينة لاستخدامها بري المساحات الخضراء

إن المدن العمالية هي خطوة بالإتجاه الصحيح لتخفيف الضغط على الخدمات بالمدينة و لكنها يجب أن تطبق بطريقة متطورة تخدم الإنسانية و البيئة معا.