أكدت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د ..جنان الحربي أن الدراسات تشير إلى أن الحشرات يمكن أن تنقرض خلال 100 سنة كما انقرضت الديناصورات اذا استمر معدل انخفاضها السريع بهذه الطريقة.
وأضافت الحربي انه وفقا لعلماء الحشرات في جامعة سيدني، فإن الكتلة الإجمالية للحشرات تنخفض بنسبة 2.5% سنويا.
وبحسب تقرير صادر عن المجلس العالمي للتنوع البيولوجي (IPBES)، فإن أكثر من 41% من أنواع الحشرات آخذة في التدهور.
وشددت على أن انقراض الحشرات سيؤدي إلى كارثة بيولوجية للنظام البيئي الأيكولوجي، حيث يؤكد العلماء أن انقراض الحشرات وخاصة ملقحات النباتات سيحرمنا من الشوكولاتة والقهوة والألياف لصناعة النسيج والأقمشة وسوف يتكاثر العفن بسبب اختفاء المحللات مثل الخنفساء وكذلك ستموت الكثير من الكائنات الحية البرية والبحرية التي تعيش على اغتذاء الحشرات.
وأضافت أن العديد من الدراسات تشير إلى أن استخدام المبيدات الكيميائية بشكل مفرط في الزراعة من الأسباب الرئيسية في تدهور حال الحشرات، مشيرة إلى أن المبيدات الكيميائية لا تميز بين الحشرات الضارة والنافعة بل تؤدي إلى موت الحشرات النافعة المهمة للبيئة. لذلك، الاستخدام المتكرر العشوائي لهذه المبيدات له تأثير سلبي واسع النطاق وسمية شديدة على الحشرات والطفيليات والمفترسات الحشرية.
وأوضحت الحربي في هذا الشأن أنه بالرغم من أن المبيدات الكيميائية جرى اختبارها من حيث سلامتها وفاعليتها إلا أن الاستخدام غير الصحيح لها يلحق ضررا صحيا كبيرا للحشرات غير المستهدفة، اضافة إلى أن تلك المبيدات أصبحت تعطي صفة المقاومة لدى الآفة الحشرية فيسهم في زيادتها بدلا من نقصانها.
لذلك يضطر المزارع لمضاعفة استخدامها فيقضي على الحشرات النافعة والملقحات بدلا منها.
وبناء على ذلك، شددت الحربي على أن العشوائية في استخدام المبيدات والإفراط في استخدامها من أجل الربح المادي منتشر في أغلب الدول، مضيفة أن منظمة الغذاء والدواء حذرت من أضرار استهلاك المبيد الكيميائي وشجعت المزارعين على استعمال البدائل الموثوقة والأقل ضررا مثل المبيدات الحيوية الطبيعية والفيرمونات.
وتابعت: بسبب ارتباط المبيدات الكيميائية بالأمراض السرطانية أطلق مؤخرا شعار «مبيدات وسرطانات» من قبل منظمتي «تحالف الصحة البيئية» و«الحركة من أجل حقوق واحترام الأجيال المقبلة» في معظم الدول الأوروبية في سبيل نشر الوعي عند المواطنين.
كما أشادت الكثير من الهيئات الزراعية بأهمية المبيدات العضوية بدلا من الكيميائية في حفظ نوع وعدد الحشرات لأن لكل نوع من الحشرات مبيدا عضويا خاصا به.
وللأسف لكي يوفر المزارع الوقت وبالتأكيد المال بغض النظر عن الآثار الجانبية يشترى مبيدا كيميائيا واحدا عالي السمية يستخدمه في قتل جميع الآفات الحشرية على مدار السنة.
لا مبيدات عضوية آمنة في الكويت
أكدت خبيرة علم الحشرات د.جنان الحربي أن المبيدات العضوية الآمنة غير موجودة في الأسواق المحلية في الكويت بالرغم من تداولها في الدول المجاورة، مشيرة إلى أن المزارعين في الكويت يعانون من المقاومة المكتسبة التي ظهرت لدى العديد من الحشرات مثل الذبابة البيضاء والعنكبوت الأحمر ضد المبيدات الكيميائية في ظل غياب قانون يسمح باستيراد المبيدات العضوية الطبيعية التي ليست لها أضرار على الحشرات النافعة والبيئة وصحة الإنسان.
وأضافت أنه من أجل الحفاظ على الحشرات من الانقراض، والتي تمثل 95% من الحيوانات على وجه الأرض، فإن العالم يحتاج لأن يتدرب على استخدام المبيدات العضوية والحيوية أكثر من استخدام المبيدات التقليدية الكيميائية، بالإضافة إلى وضع خطط وقائية علاجية قبل استفحال الآفة الحشرية ولضمان استمرار السلاسل الغذائية وتحقيق التوازن البيئي والبيولوجي العالمي.