ولدت البيروقراطية مع نشوء الدولة الحديثة ، فقد ظهرت البيروقراطية أكثر منذ نهاية عصر النهضة في أوروبا ، ومع تحولات القرن التاسع عشر ركزت البيروقراطية وجودها ، وارتبطت فكرتها في الأساس بالتنظيم الإداري أي سلطة وحكم المكاتب ن لذلك سميت البيروقراطية باللغة بقوة المكتب أو سلطة المكتب ، ويعتبر التنظيم البيروقراطي ترشيدا للعمل الإداري ، ولقد تغير مفهوم البيروقراطية منذ ظهورها إلى الآن فعند بدايتها نشأت لحسن تنظيم العمل الإداري إلا أن المسئولين قد انحرفوا بهدفها وقلبو وظيفتها ، حتى أصبحت تحكما وتعسفا من جانبهم في مصالح الناس ، وبدأت آثارها الضارة تصيب المجتمع ، وتشل حركته نحو التقدم والتنمية وإضعافها ، ولعل من أخطر آثارها اهدار الطاقات البشرية التي ينبغي تعبئتها للعمل الإيجابي المنتج والمفيد للمجتمع ، إضافة لإهدار مجهودات الدولة والعاملين فيها في توافه الأمور ، والنيل من كرامة الانسان والاستهتار براحته النفسية ، وكذلك إشاعة الفساد والظواهر السلبية في المجتمع مثل الرشوة والواسطة وتبادل المصالح ، إضافة الى التهرب من تحمل المسئولية ، وتبادل العداوة والضجر بين المواطنين ، و حرمان المجتمع من كثير من الاستثمارات المحلية والأجنبية اللازمة لنموه وتطوره .
أ. مريم المهنا
قسم المواد العامه
من كتاب قيم العمل والولاء