عن علم المحاسبة
يعتبر علم المحاسبة من العلوم الاجتماعية نظرا لتعلقه بنشاط المشروع أو المنشأة الذي يعبر عن نشاط مجموعة من الأفراد كما أنه يتعلق بالعمليات المالية المتبادلة التي يترتب عليها نتائج اقتصادية واجتماعية تؤثر بشكل أو بآخر في العلاقات الاجتماعية لهؤلاء الأفراد بالإضافة إلى أنها تمد المجتمع بالمعلومات المفيدة للأفراد في اتخاذ القرارات الاقتصادية الصحيحة حيث تعتبر المعلومات المحاسبية هي الركيزة الأساسية التي تنطلق منها جميع التحليلات والقرارات الاقتصادية وبذلك فإن المحاسبة تعبر عن حاجات المجتمع ولذلك تطورت المحاسبة بتطور هذه الحاجات على مر السنوات حيث تطور الأمر من صورة محاسبية بسيطة إلى صورة محاسبية لها قواعد وأسس محاسبية. في عام 1494 من القرن الرابع عشر وضع العالم الإيطالي لوقا باسيلو أول نظام معروف لنا اليوم باسم "المحاسبة" وقد نجح في التوصل إلى أسلوب للمحاسبة تم تطويره من قبل التجار الإيطاليين في ذلك الوقت لحساب المعاملات القائمة بين أطراف العلاقة التجارية وهو ما يسمى اليوم بـ "نظام القيد المزدوج" ويعد هذا النظام مرحلة تطويرية هامة أدت إلى إمساك الدفاتر وسهولة اكتشاف الأخطاء. تطور علم المحاسبة في القرن التاسع عشر نتيجة ظهور قوانين الشركات في إنجلترا والتي كان أساسها إعداد القوائم المالية ونشرها واعتبارها رئيسية في عملية اتخاذ القرارات الإدارية والاستثمارية كما تطورت المحاسبة لتلبية الحاجات المتزايدة للتخطيط والرقابة وأدى كبر حجم الحكومات وانتقالها إلى المركزية إلى ظهور المراجعة وتدقيق الحسابات وأصولها المهنية لتوفير البيانات اللازمة لمساءلة الموظفين الحكوميين. في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ونتيجة ظهور الثورة الصناعية انتشرت المشروعات الصناعية الكبرى وظهرت بناء عليها فروع للمحاسبة كمحاسبة التكاليف التي اعتنت برقابة وحدات الإنتاج وتحديد تكلفة الوحدة من المنتج كما ظهرت المحاسبة الإدارية وهدفها الأساسي خدمة الإدارة في مجال اتخاذ القرارات وزيادة كفاءة المشاريع.
لتحميل توصيف المقررات