تسجيل الدخول
notification                                                                                                                                                                                       
notification المنصات التعليمية
notification الدعم الفني

للتواصل مع مكتب المساعدة الخاص بالحاسب الآلي الاتصال على

رقم البدالة في الفترة الصباحية 1806611 داخلي 1333

اضغط هنا للتواصل مع ادارات ومراكز الهيئة

 ارسال رسالة للشكاوى الى البريد الإلكتروني  GITHelpDesk@paaet.edu.kw

للتحدث مع موظفي الدعم الفني لأي مشكلة تقنية اضغط هنا

إعداد: هند الأنصاري

إعداد: هند الأنصاري

اللغة العربية هي واحدة من أقدم اللغات في العالم، وقد تطورت عبر العديد من القرون في الماضي، حيث أصبحت تستخدم في العصور القديمة والوسطى كلغة للتجارة والثقافة والعلم في تلك الفترة، تطورت اللغة العربية وازداد غناها وتنوعها.

ومع تطور العالم وتقدم التكنولوجيا، بدأت اللغة العربية بالانحسار وضعف دورها في العديد من البرامج ووسائل التواصل..

ومن الملفت للنظر أن اللغة العربية لا تزال تحتفظ بجمالها وغناها في العصور الحديثة، وتعتبر من بين اللغات الرئيسية المستخدمة في العالم وهذا يعكس تاريخها العريق وقوة تأثيرها الثقافي واللغوي على المجتمعات.

 

 
وتعرفنا في هذا العدد عن بعض الأسباب التي تؤثر على انحسار اللغة العربية من خلال الحديث مع الدكتور خلف مطلق العازمي أستاذ مشارك بقسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية:

• ما هي برأيك أبرز أسباب العزوف عن اللغة العربية في الوقت الحالي؟
 حيث لاحظنا في السنوات الأخيرة أن عدد الطلبة المتقدمين في تخصص اللغة العربية بدأ يقل! 
 

 

في مشكلة العزوف عن الاهتمام باللغة العربية تلعب الدولة دوراً بارزاً في هذا الشأن وذلك وفقاً للتالي:
 
١- نلحظ عدم وجود احتفاء "كبير" بإنجازات الباحثين في مجال التخصص بالعربية وآدابها سواء في الجوائز المالية أو التكريمية وقصر ذلك الاحتفاء والاهتمام على تخصصات العلوم التطبيقية والتكنولوجية. 

٢- تبنّي الدولة لوضع مناصب معينة للمتخصصين بالعربية في مجال صنع القرار بالدولة حتى يصب ذلك في مصلحة اللغة العربية وتقدير احتياجاتها وهذا ما نلحظ نقيضة أو قلته للأسف.

٣- العبء العلمي الثقيل لهذا التخصص في التعليم وعدم مقابلة ذلك في الأجر فالحق يوجب على الدولة وضع مقابل نقدي كبير يليق بالمهنة كون نصاب المعلم وتفاصيل مفردات المقرر من حيث المادة في تشعباتها وتخصصاتها الدقيقة منهكة للمعلم، بل إن معلم اللغة العربية هو الأكثر نصاباً بين معلمي التخصصات الأخرى من حيث الحصص التعليمية والفصول ولعل هذا السبب الأبرز في عزوف الطلبة عن هذا التخصص فضلاً عن صعوبته.

٤- وللأسف هناك فكرة نشأت في مجتمعاتنا العربية في أن الأقل نسبة من خريجي الثانوية يرسلون لتخصص اللغة العربية وكأنه تخصص من لا تخصص له! وهذا من شأنه أن يضر بعملية الإبداع حينما تبعد المتميزين من الخريجين عن تخصص العربية وتكثر من المتواضعين مما يؤثر في عملية الاختلاط الفكري والتنافس بين الطلبة المتميزين في التخصص مما ينسحب ذلك على الجانب الإثرائي.
 

• هل تعتقد أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وأساليبها لها دور في زيادة العزوف عن اللغة العربية؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف؟
 

   أما من ناحية التكنولوجيا فمشكل التأثير يرجع لاستخدامات المواقع والبرامج للغة الإنجليزية وتفضيلها على العربية، بل الذي يزيد الأمر صعوبة على كاهل هذه العناية البرامج الخاصة بالسفر أو المرتبطة بالحجوزات مثلا أو الخدمات في الخارج من الدول الأجنبية التي لا تستخدم إلا اللغة الإنجليزية.

 

• هل هناك عوامل اجتماعية ممكن أن تؤثر في تراجع استخدام اللغة العربية؟
 

  النظرة القاصرة لفئة من المجتمع كبيرة للأسف على أن شكل المثقف يبرز في استخدامه للغة الإنكليزية، وتجدهم في المناسبات أو الأماكن العامة مثل دور السينما ومجالس شرب القهوة، وربما يكون إستخدام بعض مقدمي البرامج للألفاظ الأجنبية مثال على هذا الجفاء تجاه العربية فضلاً عن الضيف.
  وربما يكون جزء من العلاج في إلزام أماكن العمل والأسواق والكافيهات بإستخدام اللغة العربية في المقام الأول عند التعامل، ومثال على ذلك موظف استقبال الطلبات عند الكافيهات، يمثل أبرز نموذج ملامس للحياة وأبسطها في عدم استخدام العربية وقس على ذلك.
 

• يقال أن اللغة العربية تواجه جملة من التحديات وأولها العزلة! فما رأيك بهذه المقولة؟

إن موضوع العزلة حقيقة قاسية في حق اللغة العربية وهو المترتب في مفردات حديثنا قبل قليل عن قلة الاهتمام والاحتفاء من الدولة أو ضعف الجزاء المالي والمعنوي تجاه الجهد المبذول وقلة المقبلين على التخصص.
فالعزلة عزلة على المستوى المحلي في عدة أشكال وعزلة على المستوى العالمي كذلك، أما على المستوى المحلي فالحديث السابق أو اللاحق في مقالنا العلمي هذا يعطي انطباعاً عن ذلك وفهما عن هذه العزلة المحلية. 
  أما من الناحية العالمية فالحديث واسع متشعب لكن نختصر ذلك في حديث نتبسط به بحيث يتمثل ذلك في دور المسؤولين وحكومات الدول العربية والخليجية في جعل اللغة العربية ذات استخدام عالمي في التعاملات الدولية حتى عند الغرب، ويكون ذلك في مرافق الجامعات والمطارات التي تمثل واجهات الدول وصياغة القوانين الدولية وإلزام كتابتها باللغة العربية وحتى البرامج والمواقع الدولية التي تُستخدم للحجوزات وإنجاز الأعمال إلى آخره، بل لا يمنع ذلك أن نلزم الدول في وضع اللوحات الإرشادية في الطرق وخصوصا في الدول السياحية التي يقصدها العرب والخليجيون بكثرة تحديداً ولا نغفل عن الاحتفالات الدولية العالمية التي تضم المنجزات الأدبية كالرواية مثلاً والتي تمثل الجانب الأكثر امتاعاً بالنسبة للمجتمعات ويمثله ما يُعرض في السينما أو الجهاز المرئي (التلفزيون) أو حتى المسموع لتكون التكريمات والعروض باللغة العربية وتكريم أصحاب الإنجازات فيها، وربما يكون في إنشاء مركز للتعريب والترجمة دائم ومدعوم خليجياً وعربياً وعالمياً للأعمال الأدبية العربية وغير الأدبية نبراساً شامخاً يزيح هذه العزلة وينفيها.
 

• هل للتعليم والتعلم أثر على استخدام اللغة العربية؟

ولعل أبرز تأثيرات التعليم عندنا في الكويت تجاه اللغة العربية الحضانات مثلاً والتي تستخدم الإنجليزية في تعليم الأبناء في المقام الأول، وهذا يخالف الفطرة ويسبب ضعفاً في مفردات الطفل ويصنع تأخراً في النطق عنده لاعتماد هذه الدُّور من الحضانات على تعليم الطفل اللغة الإنجليزية حتى أنه يستخدمها في حياته اليومية في المنزل أو الطلب من ذويه مما لا يتفق مع استعمالات الأسرة اللغوية ونحن نعرف أن أغلب الحضانات الخاصة تولي الانجليزية العناية وذلك من حيث المعلمين الموجودين بها أو الموظفات ممن لا يتقن العربية أو يستخدم اللغة الإنجليزية بالمقام الأول.
  الأمر الآخر عندنا يتمثل بالبعثات التي لا توجه لهذا التخصص بعد التخرج من الثانوية نعم صحيح أن تخصص العربية لسنا بحاجة إلى إرسال مقاعد كثيرة فيه للخارج مثل الطب وغيرها من تخصصات العلوم التطبيقية، لكن جانب الإثراء يُوجب طرح بعض المقاعد ولو قليلاً لأن المسألة ليست مقصورة على فهم التخصص علمياً فحسب، بل هي تدور في مجال التكوين الثقافي الكامل بين الشعوب واختلاط المشارب في ذات التخصص من الدارسين في مجاله مما يصنع التنوع الفكري ويقويه.
 

 

• ماهي الحلول والإستراتيجيات التي يمكن اتخاذها لتعزيز استخدام اللغة العربية والحد من انحسارها؟  

الحقيقة التي يجب على الدولة والفرد والمجتمع أن يعيها أن تقدم الإنسان وتحضره يرجع في المقام الأول إلى العلوم الإنسانية والتي على رأسها اللغة، والأمر الآخر الذي ينظر له في عين الاعتبار لهذا التقدم هو اختصاص العربية دون سواها من اللغات بالرسالة الربانية وبخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، هذا إذا ما وضعنا في الاعتبار سمو هذه اللغة في كونها لغة أهل الجنة في تفضيل رباني يدلنا على مكانتها ومعجزتها التي كانت تمثل آيةً للنبي الأكرم.
  وأغلب الدول التي تولي لغتها عناية وتتعصب لها على الشكل الإيجابي تجدها متطورة في الجانب التطبيقي من العلوم، ومثال على تلك الدول الألمان والترك.
والحلول للاهتمام بالتخصص متعددة بعضها يقع على عاتق الدولة ومثال على ذلك مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي نرجو منها دوراً فاعلاً في تخصص اللغة العربية والتقدم فيه، كونه أحد العلوم الريادية في صناعة الإنسان ومنبع تكوينه العقلي، بل هي المنطلق المسبب لخلق العلوم الأخرى والتقدم فيها.
 

 

التعريف باختصار:

الدكتور: خلف مطلق العازمي

أستاذ مشارك

قسم اللغة العربية وآدابها-كلية التربية الأساسية

ومنتدب في قسم اللغة العربية بكلية الآداب-جامعة الكويت

"له عدد كبير من الأبحاث العلمية وله دور في الإشراف على مناقشة الرسائل الجامعية في الخارج وله دور في التحكيم على أبحاث الترقيات في الجامعات المناظرة. وعضو في جمعيات علمية متعددة ولجان ومؤتمرات."