الماء نعمة من رب العالمين لا تقدر بثمن فهو المصدر الأساسي للحياة، و يغطي أكثر من 70% من سطح الأرض، وبفعل قوة الماء من الأمطار والمحيطات وغيرها الكثير تشكلت العديد من تضاريس سطح الأرض ، ومن منطلق أهمية المياه اعتمدت وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ 22 مارس من كل عام بوصفه اليوم العالمي للماء، ويأتي الاحتفال بهذا اليوم بهدف جذب انتباه البشرية إلى أهمية المياه العذبة والدعوة إلى الإدارة المستدامة لمواردها ونشر الوعي بالأمور المتصلة بالمياه وإلهام الآخرين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث فرق من حيث استهلاك المياه وترشيدها.

ولتسليط الضوء أكثر على أهمية المياه والطرق السليمة والمناسبة لاستهلاكها والحد من استنزافها في الكويت، قامت مجلة "صناع المستقبل" بمحاورة رئيس قسم المصادر المائية بالمعهد العالي للطاقة المهندس ضاري الجيران:

ـ كونك تشغل منصب رئيس قسم المصادر المائية، هل لك أن تعرفنا بمصادر المياه الأساسية في الكويت؟
المياه الموجودة والمتوفرة لدينا في دولة الكويت تأتي من ٣ مصادر مختلفة وهي مياه البحر والمياه الجوفية ومياه الصرف الصحي والصناعي.

ـ ما هو معدل الصرف السنوي للمياه في الكويت وهل هو في تزايد؟
 معدل الاستهلاك السنوي للمياه العذبة في دولة الكويت حسب إحصائية ٢٠٢٠ لوزارة الكهرباء والماء، هو 164,736 مليون جالون أي ما يعادل 457.6 مليون جالون يومياً وهو في تزايد دائم يعادل %4.6 زيادة سنوية على الاستهلاك.

ـ برأيك ما هي الأسباب التي أدت لزيادة استهلاك المياه بهذه النسبة المرتفعة؟
يمكن أن نقول بأن السبب الرئيسي هو الزيادة السكانية والتطور المعماري.
 
ـ في أي المجالات يتم استهلاك المياه أكثر (الزراعة/الصناعة/ الاستهلاك البشري)؟
بالطبع في دولة الكويت الاستهلاك البشري هو أكثر المجالات استهلاكاً للمياه، علماً بأن معظم دول العالم يكون استهلاكها في المجال الزراعي أكثر.
 

ـ ما هي الطرق أو الوسائل التي يمكن استخدامها للمحافظة على المياه وترشيدها؟
يمكن المحافظة على المياه وترشيد استهلاكها من خلال نشر الوعي واستخدام أدوات ووسائل تقنين المياه وتطوير طرق المتابعة باستخدام الأجهزة الذكية لزيادة الكفاءة وتقليل الهدر الغير المرغوب به.

ـ هل يمكن للطاقة المتجددة المساهمة ترشيد استهلاك المياه؟ كيف؟
نعم، من الممكن توظيف الطاقة المتجددة في إنتاج المياه من خلال إنتاج الطاقة الكهربائية التي ستساهم بشكل كبيرفي تقليل الاستهلاك الكهربائي بالإضافة إلى بعض تقنيات التقطير الشمسي.

ـ كيف يمكن زيادة وعي الأفراد بأهمية ترشيد استهلاك المياه والحد من التبذير؟
 نظراً لموقع الكويت الجغرافي و قلة مصادر المياه العذبة تم ادراج دولة الكويت ضمن قائمة دول العالم الأكثر اجهاداً للمياه حسب التقرير الدولي للموارد WRI حيث جاءت في المرتبة السابعة، ويمكننا هنا أن نعمل على زيادة الوعي لدى الأفراد والمجتمع خاصةً فئة الشباب  من خلال تظيف الوسائل الاعلامية الحديثة و رفع حس المسئولية لديه عن طريق تدريس مثل هذه المواضيع في المناهج الدراسية، كما يمكن وضع اشتراطات هندسية معينة تتوافق مع الاستدامة المائية مثل حصاد مياه الأمطار واستخدام تقنيات المياه الرمادية والتقنيات الهندسية الحديثة في المرافق العامة مثل المساجد و المدارس و الوزارات، وأخيراً تفعيل قوانين مكافحة الهدر المائي، وعلينا كمواطنين ومقيمين المحافظة على هذه النعمة العظيمة واستشعار الخطر و الإحساس بالمسئولية تجاهها لضمان استمرار توفرها للأجيال القادمة.