لاشك ان ازمة وباء كورونا هي ازمة غير متوقعة وغير مسبوقة-على الأقل في خلال المائة سنة الماضية ، الا اننا بتنا في مرحلة ما بعد الصدمة ، و الناظر الى طبيعة تعامل الإنسانية مع هذا الوباء ( الذي لا يتوقع مصلا مضادا له في وقت قريب ) يجد ان اغلب الناس قد دخلت في مرحة استيعاب الصدمة ، وباتت تعمل وفق مقتضيات الممكن والمعقول واللازم .

ونجد أيضا العاملين في ميدان التعليم غير بعيدين عن هذا الواقع الذي استوعبته جموع الناس ، بالرغم من وجود حالة يختلط فيها الموروث مع الجمود ، تلك الحالة  التي لا يمكن بذات الوقت تجاهل حجية ما تطرحه من خلال تقييم مسألة التعليم عن بعد او التعليم الالكتروني ومدى نجاعته في تحقيق اهداف تعليمية .

نعم هنالك سلبيات كثيرة لاشك.. ( على اعتبار ان الوضع السابق للوباء كان مثاليا ) ، الا اننا يجب الا نتناسى ان لهذا الوباء إيجابيات لم تكن لتتحقق لولا الوضع الذي النا اليه .

اهم هذه الإيجابيات في نظري تححقت لصالح المعلم اذ بات هو الكاسب الأكبر  ، حيث عملت  هذه الازمة على تقوية المعلم تقنيا ، ليس خلال الازمة فقط ، بل ما بعد الازمة ، ولن تكون مفاجأة اننا سنجد كثير من المعلمين يفضلون العمل بهذه التكنولوجيا فيما بعد الازمة ، ربما ليس بشكل كامل ، ولكنها حتما ستضيف الى قوتهم التعليمية قوة إيجابية  .

 كما فرضت هذه الازمة حالة ايجيابية على المؤسسات التعليمية ، حيث كان التراخي في توظيف التقنية واضحا للعيان ، اذ باتت المنظومة التعليمية ( بكافة جوانبها  ) تسير في طرق التكنولوجيا السريعة بعيدا عن الروتين والبيروقراطية ، بالإضافة الى اسهام  هذه الحالة بتخفيف التكاليف المادية الطبيعية لتسيير تلك المؤسسات والتي تلقي بكاهلها على رسوم التعليم بشكل عام .

الطالب من ناحيته ، حقق مكاسب هو الاخر ... فعندما كان التعليم يقوم على فلسفة جمعية .. .بات الان يقوم على حالة اقرب الى التدريب الشخصي (Coaching) وهي الحالة التي يتفق على ايجابيتها كل من يعمل في التعليم .

التعليم عبر التقنية تحدي حقيقي ، يجب ان يعمل الجميع في سبيل تجاوز كل ما يفرضه من صعوبات وعلى كل صعيد ، فلا ضامن حقيقي للمستقبل ، ويجب ان نكون مستعدين  لكافة الظروف فقد لا يكون التعليم عن بعد هو البديل الحقيقي عن التعليم التقليدي ... ولكن الحقيقة ان كل بديل هو بديل عن الجهل .