يعتبر التفكير والتخطيط الاستراتيجي من أهم الجوانب التي تهتم بها الإدارة العليا في المنظمات بالإضافة إلى المستويات الإدارية الأخرى في مختلف التخصصات. ومن ضمن الوظائف التي يتم تطبيق هذا المفهوم عليها هي وظيفة الموارد البشرية والتي تمس جميع العاملين والمدراء في المنظمة.
في الآونة الأخيرة تم الانتباه بشكل أكبر إلى هذا الجانب الحيوي لما له من أهمية في اختيار العاملين وتقييمهم وتدريبهم ورفع مستويات الأداء لديهم، ويعتبر هذا الأمر منطقيا من الناحية الأساسية لأن اختيار العاملين ومعرفة المتميزين منهم هو ما يؤثر بشكل مباشر على الوظائف التي يقومون بها بشكل يومي. وهذا الأمر يحتم على القائمين على التخطيط الاستراتيجي الاهتمام بهذا الأمر وتضمينه بشكل أساسي في الخطط المستقبلية بعد دراسة وتحليل البيانات المتعلقة به.
وبالمقابل فإنه يتحتم على مدراء الموارد البشرية تقييم جاهزية القوى العاملة في المنظمة للتوجهات الاستراتيجية المستقبلية للمنظمة ووضع الخطط اللازمة لسد القصور في حالة وجودها.
من الوظائف الأساسية التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية هي وظيفة التوظيف والتوصيف الوظيفي وإدارة الرواتب والأجور تقييم الموظفين وترقياتهم وتدريبهم. وتعتبر جميع هذه النقاط من الوظائف الروتينية التي تقوم بها الإدارة. أما في ما يتعلق بالتفكير الاستراتيجي فإنه يجب الاعتناء بالجوانب الأوسع من ناحية التأثير المستقبلي مثل :
• تخطيط القوى العاملة.
• تحليل سوق العمل والمنافسين.
• تنمية الكفاءات التنظيمية.
• تأهيل الصف الثاني للقيادة.
• بناء وتطوير المواھب.
• المحافظة على الموظفين المتميزين وتطوير المسارات الوظيفية.
• الاهتمام بالثقافة التنظيمية والقيم المؤسسية.
يعتبر التناسق والتفاهم بين القيادة العليا في المنظمة وإدارة الموارد البشرية من الأمور التي لا يمكن الاستغناء عنها في عملية التخطيط الاستراتيجي ولا يمكن الاستمرار في العمل بشكل صحيح دون هذا الأمر.
وبداية فإن القيادة أو الإدارة العليا يجب أن تتبنى آهمية مفهوم الموارد البشرية في المنظمة كي تسعى إلى دعمها والاهتمام بالأنشطة المتعلقة بها. كما يجب أن تعي بشكل تام ارتباط وظيفة الموارد البشرية وعلاقتها بجميعي موظفي ومدراء المنظمة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
كما يمكن مشاركة مدراء الموارد البشرية في اللجان أو فرق العمل المسؤولة عن وضع الخطط والتوجهات الاستراتيجية للمنظمة حتى يمكن ضمان تمثيل هذه الوظيفة في عمليات التخطيط ومن ثم تسهيل ترجمة الخطط العامة إلى الخطط الخاصة بالموارد البشرية وتحديد مؤشرات الأداء المتعلقة بها من جميع النواحي.
إن المنطلق الأساسي لعملية إدارة الموارد البشرية بشكل استراتيجي هو الاعتراف بحقيقة أن الموظفين أو العاملين هم اللبنة الأساسية في المنظمة وأن أدائهم للأنشطة اليومية هو ما ينتج الخدمات أو المبيعات للمنظمة ويحقق الأرباح النهائية، وبدونهم فإنه لا يمكن للمنظمة تحقيق أي من أهدافها سواء قريبة أو بعيدة المدى. ومن هذا المنطلق فإنه يمكن قياس نجاح أي منطمة عن طريق نجاحها في التعامل مع القوى العاملة وإدارة هؤلاء الأفراد بالشكل الأمثل.
إعداد| أ. عبدالعزيز العلي
عضو هيئة تدريب
المعهد العالي للخدمات الإدارية