أكدت العميدة المساعدة لشؤون الطالبات في كلية التربية الأساسية أ.د. لطيفة حسين الكندري على أن الاختبارات وسيلة من وسائل
قياس مستوى تحصيل الطلبة من ضمن مؤشرات أخرى ويجب أن لا تسبب إشكالات نفسية أو اجتماعية، وذلك في لقاء مع تلفزيون الكويت ضمن برنامج زوارة شاي الضحى ويطرح مواضيع اجتماعية خاصة بالمرأة والأسرة ويعرض على الهواء مباشرة على قناه الكويت الأولى وهو من تقديم الأستاذة افتخار الهاشمي واعداد آلاء باقر ، واخراج الأستاذ محمد بولند. ركز اللقاء على عدة مضامين إعلامية من مثل أهمية التوعية بضرورة توفير بيئة صحية لأداء الاختبارات المدرسية والجامعية كي يؤدي طلبتنا اختباراتهم بكفاءة عالية وبعيدا عن التوترات النفسية والمشكلات الاجتماعية والإدارية.
وأشارت أ.د. لطيفة حسين الكندري إلى أن المشتغلين بالشأن التربوي يدركون المسئولية الكبيرة التي تقع على عاتق أطفالنا وشبابنا أثناء فترة أداء الاختبارات وتناولت اجمالا أهمية الاعلام التربوي في بث المفاهيم الصحيحة لأداء الاختبارات على نحو سليم، ومن الأهداف الإجرائية للاختبارات التأكد من سلامة سير العملية التعليمية وقياس جودة مخرجاتها وعلاج التحديات. وقالت د. لطيفة أن اجراءات الاختبارات بصورتها الحالية وللأسف الشديد أصبحت مصدر قلق لدى بعض الأهالي والمعلمين من جهة، وباتت تشكل هاجسا مخيفا لدى قطاع كبير من المتعلمين بل قد تتسلل علل ومخاوف (فوبيا) الامتحانات إلى أحلامهم في المنام واليقظة من جهة أخرى. وهذا الخلل بحد ذاته يدل على انحراف حاد عن أصول فلسفة التربية الصحيحة القائمة على ضرورة اكتساب الخبرات المفيدة وتجنب المواقف المربكة. ارتبطت الاختبارات بحفظ المعلومات وهذا مخالف لأصول التنشئة القويمة التي يجب أن ترتقي بجودة تعليميا وتحسن من مسارات فلا ينتقل الطالب إلى صف أعلى إلا بعد اجتياز الاختبارات التي تتطلب حسن المذاكرة واماء الشخصية ورفع الكفاءة وأداء الواجبات المدرسية بانتظام وبصورة سليمة. معظم الجامعات تشترط اجتياز اختبار القدرات العلمية وهو أمر نافع إذا تم اعداد الطالب اعدادا صحيحا ومتكاملا لأدائها على أكمل وجه.
ووضحت أ.د. لطيفة حسين الكندري أن الاختبارات المدرسية والجامعية (واعداد البحوث وأداء التمارين وإنجاز المشاريع) بجميع أشكالها ودرجاتها تلعب دورا مهما في متابعة سير العملية التعليمية والوقوف على المستوى الحقيقي للطلبة وبيان مواطن القوة من جانب، وكشف الثغرات والعثرات في المنهج أو وسائل التعلم أو البيئة المدرسية من جانب آخر. ومن هذه الوظيفة الحيوية تتفرع عدة وظائف تهدف إلى تحسين المخرجات التعليمية وتجنب الهدر التعليمي وتقلل حالات التعثر الدراسي. الاختبارات والأنشطة الصفية واللاصفية على اختلاف مستوياتها ومحتوياتها وغاياتها تجعل الطالب المجتهد يشاهد عاقبة الاجتهاد وثمرة السعي الدراسي فكريا وحركيا ووجدانيا مما يدفعه للمزيد من العطاء ليزيد من ثقته بنفسه ويحفزه للذهاب لأماكن التعلم وتعمير المكتبات والاطلاع بشغف للاكتشافات . أما الطالب المقصر المتعثر في دراسته فإن درجات الاختبارات تبصره بمواطن ضعفه، وضرورة بذل مزيد من الجهد لتفادي الرسوب. وإذا انحرفت الاختبارات عن وظيفتها الصحيحة تظهر مشكلات عديدة على رأسها فوبيا الاختبارات، وانتشار الدروس الخصوصية دون ضابط أو قيد ، والتركيز على حفظ المعلومات وتكديسها بالذهن واهمال المهارات المعرفية الأخرى (التحليل والنقد والتركيب....) فضلا عن اهمال المهارات الوجدانية، والتفريط بالأهداف الحركية. وحذرت الدكتورة لطيفة الكندري من المراوغات الاجتماعية الناشئة عن التحايل على اللوائح من مثل استخراج أوراق طبية كاذبة للتستر على تقصير الطلبة والتهرب من حضور الاختبارات في موعدها الرسمي. هذه التصرفات وأمثالها مهما كان قصدها ووسيلتها وأدواتها لها عواقب وخيمة في فكر ووجدان ومستقبل أولادنا وبناتنا بل يفقد المجتمع جراء ذلك التلاعب مصداقيته ونزاهته.
وفي ختام اللقاء تطرقت أ.د. لطيفة الكندري إلى أن المطلوب من منظور تربوي هو ايجاد سبل عملية وآليات ممكنة لتحرير المدارس والكليات من رهبة سطوة ورهبة الاختبارات وحماية قاعاتنا الدراسية من هيمنة الوجل والرعب وسلطان التلقين الجامد والغش والدرجات الشكلية الوهمية التي قد تعمد إليها بعض المؤسسات التعليمية لتحسين الواقع على نحو خاطئ مضلل استجابة لمبررات واهية تدفع المعلمين إلى رفع الدرجات واخفاء النتائج الفعلية. ومع مرور الوقت تنكشف الحقيقة عندما يتقدم الطالب لاختبار القدرات في الجامعة أو الاختبارات الدولية إذ قد يحصل المتفوقون على درجات متدنية تدل على مأزق حقيقي يواجه النواتج التعليمية بل تشكك في مصداقية المسيرة الدراسية برمتها.