الغرض الأساس من تناول موضوع تربية الطفل الفائق هو الاطلاع على أساليب اكتشاف (جغرافية) العبقرية، وتوجيه القدرات العقلية وفق مرئيات جديرة بالاعتبار، لا سيما ونحن في بدايات عام دراسي نستبشر به الخير. إن ارشاد الأطفال والشباب نحو ميادين الابداع والعبقرية أولوية وطنية
منذ مهد الحضارات، وكلما انطوت صفحة من صفحاتها يقوم عدد من العباقرة بتشكيل وتوجيه مسيرة رؤيتنا لأنفسنا، والعالم المحيط بنا. وضمن هذا السياق خصصت مجلة National Geographic إصدارا جديدا يناقش باستفاضة عقول العباقرة. وفي خواتيم هذا الإصدار الشائق موضوع يتناول كيفية تربية طفل عبقري Genius. وبما أن التعليم حق إنساني راسخ تتطلع الأنظار بشغف إلى توفير بيئات سليمة لبلوغ الأطفال درجة النبوغ، ولعل من أنفع الوسائل لتحقيق هذه الأمنية بدرجة من درجاتها الإيمان بأن للطفل طاقات غير محدودة، وأنه يتعين علينا اكتشافها وتوجيهها بحكمة. إن واجبنا تجاه أطفالنا هو تغذية نبوغهم، والحفاظ على نقاء فطرتهم وإطلاق طاقاتهم الخلاقة نحو الإبداع في العلوم والفنون والمجالات النافعة التي يحبونها
من المهم أن ننمي نزعة المثابرة لدى الطفل في ظل تنمية عقل مستكشف وروح مشرقة تؤمن بأخلاقيات السعي وإشباع رغبة الاستكشاف التي تزداد كلما تقدّم المرء في العلم والسن والمكانة. لاحظ التربويون أن الطفل يبدع في المجالات التي يحبها ويزداد شغفه بها، ويتقن مهاراتها كلما التصقت بميوله. من النقاط المهمة في هذا الاطار أن يقوم المربون بالثناء على الجهد المبذول من الطفل لا القدرات التي يملكونها، وهذا في رأيي أمر ربما غفل عنه كثير من الناس أثناء ممارسة رسالة التربية والتعليم. وإلى جانب ذلك من المهم تخصيص الأوقات للعب والتنزه بغرض توسيع خيالهم
ومن المسائل المهمة في تربية طفل عبقري توظيف التربية الموسيقية لإدخال السرور على نفوس الأطفال من جهة، وتنمية عقولهم من جهة أخرى. والسماح للطفل بمواجهة المشكلات ليتعلم من فرصها من دون أن يغرق بها لأن التعلم من الخبرات الحياتية وسيلة هادفة يحسن الانتباه لها في عملية اعداد الموهوبين، وانارة دروبهم داخل وخارج مؤسسات اعداد المتعلمين. ويشير الخبراء إلى أهمية تعليم اللغات؛ فكثير من العباقرة يمتلكون أكثر من لغة، فاللغة الأجنبية ترفع من القدرات العقلية، ونافذة ثقافية غنية تصبّ في خانة تغذية الطفل ونضج مداركه. وينبغي تشجيع الطفل على تكوين صداقات جديدة مع نوعيات جيدة من الأطفال، وذلك بإشراف الراشدين. وينصح المختصون بضرورة قضاء بعض الأوقات مع الأطفال لترغيبهم في حل الألغاز والاستمتاع بالألعاب التي تمرّن العقل على حل المشكلات. ولمساعدة الطفل كي يشق طريقه نحو قلعة العبقرية، فإن الرحلات تفتح الأبواب لخبرات جديدة تغذي جوانب الابداع في وجدان الطفل.