مدير عام الهيئة يكرم د.سعد الكفيف من كلية الدراسات التكنولوجية لحصوله على براءة الاختراع.
بدعم من مركز صباح الأحمد ومؤسسة الكويت التقدم العلمي د. سعد الكفيف:
· يحصل على براءة اختراع في طريقة معالجة وإنتاج حصيرة القطران في المجال النفطي.
· على القطاع النفطي وضع استراتيجية توظيف بدلاً من التكويت في شركات المقاولين.
· تباطؤ في تعيين خريجي هندسة البترول المستحدث لشركة نفط الكويت.
إيماناً من دولة الكويت بأهمية الاستثمار البشري الذي يكمن في تنمية قدرات ومهارات المبدعين، وحرصاً على توفير أنظمة وجهات تساند المواهب وتساهم في بلورة ثقافة الإبداع لديهم ، استطاعت أن تحقق على مدى السنوات الماضية عدد من الإنجازات العلمية لعدد من المخترعين والموهوبين من أبنائها الذين فخرت باختراعاتهم وابتكاراتهم العالمية.
وتفتخر الهيئة بمنتسبيها وأبنائها ممن كانوا ضمن هذا الإنجاز الذين قدموا للكويت براءة اختراع يخدم أهم مصدر تعتمد عليه الدولة وهو النفط.
ومتابعة من مجلة "صناع المستقبل" لهذا الموضوع أجرت لقاء مع أحد الحاصلين على براءة الاختراع والجوائز العالمية التي يشهد لها العديد من منتسبي القطاع النفطي وهو د. سعد الكفيف – عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات التكنولوجية الحاصل في عام 2022 على براءة الاختراع من المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع بالولايات المتحدة في "طريقة معالجة وإنتاج حصيرة القطران" والخاصة بالمجال النفطي.
· حصلت على براءة اختراع من المكتب الامريكي لبراءة اختراع بالولايات المتحدة الأمريكية في مشروع “طريقة معالجة وإنتاج حصيرة القطران” حدثنا عن هذا المشروع؟
- إن فكرة براءة الاختراع متعلقة في كيفية معالجة وإنتاج حصيرة القطران (التاء) المترسبة المكامن النفطية والتي بالتالي تؤثر على عزل ضغط طبقة الماء من الحفاظ على تأمين ودفع عملية إنتاج طبقة الزيت النفطي للسطح.
هذه الفكرة بدأت منذ سنوات عندما كنت مستشاراً لشركة نفط الكويت في مشروع التخلص من ترسبات مادة الأسفلتيين في المكامن النفطية باستخدام تصنيع مواد كيميائية للتحكم ومنع ترسب هذه المادة ، وبما أن عملية تصنيع المواد الكيميائية تعتبر حلاً لمشكلة ترسبات الأسفلتيين فهي بالواقع معقدة ومكلفة حيث جاءت هذه الفكرة عن طريق استخلاص المادة الكيميائية الموجودة في تركيبة الزيت النفطي بدلاً من تصنيعها وتكون فعالة وغير مكلفة مادياً وبالتالي هي مستخلصة طبيعياً من الزيت النفطي والتي تضمن معالجتها في التحكم ومنع ترسبات المادة.
وبالفعل تم عمل التجارب المخبرية وتجربتها في السائل النفطي المحتوي على مادة الأسفلتيين وكانت النتائج مثبتة بأن استخلاص المادة الكيميائية من الزيت النفطي نفسه أفضل بكثير من صناعته كيميائياً.
· ماهي المجالات التي يخدمها هذا المشروع؟
- عملية استخلاص المادة الكيميائية من الزيت النفطي الهدف منه هو زيادة تركيز هذه المادة في السائل النفطي عند إضافتها بالتالي نزيد من قوة فاعلية الزيت النفطي، ومن المجالات التي تخدمها هذه الفكرة هي:
1- التحكم في منع ترسب مادة الأسفلتيين في المكامن النفطية.
2- إزالة طبقات حصيرة القطران (التاء) المترسبة في المكامن النفطية وبالتالي يسهل إنتاجها والاستفادة منها كزيت خام.
3- تطوير وإنتاج الحقول النفطية الثقيلة باستخدام إضافة هذا المستخلص.
4- إزالة وتنظيف الترسبات الإسفلتية في معدات الإنتاج والخزانات النفطية في مراكز التجميع النفطي.
5- إضافة هذا المستخلص ذو القوة الكيميائية إلى عمليات تكرير الزيت في المصافي النفطية والذي يسهل ويحسن من عملية التكرير وفصل المركبات النفطية بتكلفه أقل.
والفائدة التي ستعود بعد تطبيق هذا المشروع هي الحد من مشاكل الإنتاج في الحقول النفطية وزيادة عملية الإنتاج في الحقول الثقيلة، وبالنسبة لشركات المصافي النفطية فهي تحسن عملية التكرير بتكلفه أقل وتزيد من إنتاج المركبات النفطية في عملية التكرير، كما أنها تزيد في تحسين المواد الفعالة التي تستخدم في عمليات التكرير وتقلل من إتلافها.
· ماذا أضاف هذا الاختراع لرصيدك العلمي والمهني؟
- إن فكرة الاختراع بلا شك قدمت طريقة جديدة في عملية تطوير المكامن النفطية الثقيلة وإنتاجها بتكلفه أرخص من الطرق الأخرى التي تستخدم في الحقول النفطية ، وهذا بلا شك يعتبر إضافة لرصيد العلمي والمهني يستحق النشر.
· هل وجدتم الدعم المناسب من إدارة الهيئة؟
- للأمانة الهيئة دائماً سباقة في دعم أعضاء هيئة التدريس والتدريب سواءً بالدعم المادي في البحوث العلمية أو عمل وحضور المؤتمرات العلمية وكذلك توفير الأجهزة المتطورة ومتطلبات الأقسام العلمية.
كما أن الهيئة تحرص على تشجيع منتسبيها وهذا الذي وجدته مشكوراً من إدارة الهيئة ممثلةً بمديرها العام د. حسن الفجام الذي شرفنا لزيارة قسم تكنولوجيا هندسة البترول أثناء اجتماع المجلس العلمي للقسم وذلك لتقديم
التهنئة شخصياً بحصولي على براءة الاختراع ويدل ذلك على اهتمام إدارة الهيئة بتشجيع منتسبيها في مجالات التطور العلمي.
· تحرص دولة الكويت على تقديم الدعم لأبنائها المخترعين، كيف وجدتم هذا الدعم؟
- صحيح، بلا شك فالدولة دائماً تقدم الدعم في مجالات التعليم والتكنولوجيا من خلال مؤسساتها التعليمية وكذلك تقديم الدعم المالي في تطوير البحوث العلمية سواء في جامعة الكويت أو الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، كما أن الدولة أنشأت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بمرسوم أميري صدر عام 1976 وذلك تحقيقاً لنشر ثقافة علمية وتكنولوجية وإبتكارية من أجل تشجيع الباحثين في الكويت ، كما أنشأت مركز صباح الأحمد للموهبة والابداع عام 2005 وتم ضمه الى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي حيث يستهدف دعم المبدعين والموهوبين في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
ولقد وجدت هذا الدعم منهم في تبني فكرة الاختراع وتسجيلها في مكتب الولايات المتحدة الامريكية لبراءات الاختراع والعلامات التجارية وعليه تم الحصول على شهادة براءة الاختراع من المكتب الأمريكي في فكرة طريقة معالجة وإنتاج حصيرة القطران في المكامن النفطية.
· ما النصيحة التي تقدمها للمهتمين في المهارات العلمية للدخول في مجال المخترعين؟
- إن المهارات العلمية في الحقيقة تبدأ من الموهبة في المجال العلمي والذي يتطور، بالتالي إلى الإبداع العلمي فيه والذي ينتج منه الإبداع الفكري في الدخول في مجال الاختراع العلمي، فالوصول إلى رحلة الاختراع العلمي يتطلب الاطلاع والبحث في كيفية تطوير الإبداع الفكري، لذا أنصح من لديهم مهارات علمية الإكثار من العمل بالبحث العلمي والمعملي لأن ذلك سيؤدي الى تبلور فكرة الإبداع في حل المشكلة وتحقيق الاختراع.
· كنتم من مؤسسي تخصص هندسة البترول في الكلية كيف تقيم التخصص اليوم؟ وهل حقق ما كنتم تصبون إليه عند استحداثه؟
- إن تأسيس قسم تكنولوجيا هندسة البترول قد جاء بناءً على طلب من شركة نفط الكويت إلى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وذلك في عام 1998 وقد تشكلت لجنة بذلك من شركة نفط الكويت والهيئة حيث قامت باستحداث الخطط الدراسية لقسم تكنولوجيا هندسة البترول بتخصصيه الاستكشاف والتطوير والإنتاج والتصدير وكان ذلك تحت إشراف مركز تطوير المناهج بالهيئة ، وتم استحداث القسم في سبتمبر من عام 2000 حيث قدمت شركة نفط الكويت حاجتها من حملة الدبلوم في هذا المجال بأكثر من خمسة ألاف وظيفة على مدى العشر سنوات في قطاعات الشركة المختلفة وبالفعل تم توظيف خريجي القسم في السنوات الأولى منذ إنشائه، إلا أن عملية التوظيف أخذت بالتباطء في القطاع النفطي عامةً، والذي أدى إلى تراكم عدد من خريجي القسم وكذلك من الأقسام العلمية الأخرى بالكلية مما أثر على عملية القبول بالأقسام العلمية بكلية الدراسات التكنولوجية. لهذا أرجو من القطاع النفطي ومن ضمنه شركة نفط الكويت بعمل استراتيجية توظيف واضحة بدلاً من عملية التوظيف فيما يسمى بالتكويت عن طريق شركات المقاولين.
· كلمة أخيرة؟
- في الحقيقة أحب أن أشكر مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي في تشجيع الشباب الكويتي في الإسهام بتطوير موهبة الاختراع العلمي لديهم، كذلك أشكر المركز في تبني فكرة الاختراع ودعمه في النشر بمكتب الولايات المتحدة الأمريكية لبراءات الاختراع. والشكر موصول لإدارة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لمساندتهم في تشجيع منتسبيها في البحث والنشر العلمي.